قبائل برقة الليبية: لا حديث عن المصالحة إلا بعد تحرير العاصمة طرابلس
قال الطيب الشريف، أحد أعيان ومشايخ إقليم برقة، شرقي ليبيا، إن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي في طرابلس هي معركة ضد الإرهابين والمتطرفين هناك، وأكد رفض قبائل برقة طرح أية مبادرات للمصالحة إلا بعد تحرير طرابلس من قبل الجيش الوطني الليبي.
وقال الشريف، في مقابلة صحفية، إن “معركة الجيش الوطني الليبي ضد الإرهاب ومن يدعمه في طرابلس تمنعنا من طرح أية مبادرات أو تنظيم أي لقاء مهما كان عنوانه أو هدفه قبل انتهاء المعركة وتحرير طرابلس، فالجيش الذي قدم التضحيات الجسام دفاعاً عن الوطن وكرامته وعزته خليفة بنا أن نعترف بنضاله ليكون صاحب كلمة وتوجيه ورعاية لمتابعة هذه القضايا ومعالجتها والمشاركة الفاعلة في حلها”.
وتابع الشريف “نحن على يقين من أن الجيش وحده هو القادر على حماية مصراتة وغيرها من أي اعتداء أو تطاول عليها، إذ قامت مصراتة بعد هذه التجارب المريرة وبفضل عقلائها وأهل الحكمة فيها، بسحب جميع أبنائها من كل موقع يتواجدون فيه ويرجع جميعهم إلى مدينة مصراتة بعد تسليم أسلحتهم نحن سنكون هنا ضامنين لإخوتنا في مصراتة من كل اعتداء أو تطاول عليهم”، موضحاً بأن “هذه الرغبة ليست بادرة بل مناشدة ورجاء من مواطن واخ ليبي يرى في مصراتة حسماً منها في هذا الوطن لا يمكننا الاستغناء عنها أو التفريط”.
وحول ما إذا كان هناك أشخاص باتوا محسوبين على تنظيم “داعش” أو تنظيمات إرهابية في ليبيا، وما هي آلية التعامل معهم، قال الشريف “حصل هذا، ولكن قبائل برقة أفراد ومجتمعة أصدرت بيانات لكل أبنائها ورفعت الغطاء الاجتماعي من كل من يخرج عن القبيلة وينتمي وينظم إلى هذه التشكيلات المتطرفة بمختلف مسمياتها ونحن في برقة نعاملهم وعاملناهم بدون استثناء أو تجاوز لهذا المبدأ بالقتال لمن واجهناه ومحاسبة لكل من أجرم في حق الوطن وأهله”.
وأشار الشريف إلى أن “قبائل برقة ترى في مشكلة ليبيا مشكلة اجتماعية بامتياز، ثم بعد بناء هذا المجتمع وحل مشاكله وتوفير حقوق الجميع ، يأتي دور العناصر الأخرى للحديث والمعالجة، وإعطاء المجتمع الليبي الأولوية في حل مشاكله عنصر هام للتواصل بين مكونات وقبائله أن المجتمع هو أساس بناء الدولة”، مشيراً إلى أن “التواصل والتقارب يتم بين أطراف هذا المجتمع، ولكن السؤال المطروح على إخواننا في إقليم طرابلس وفزان هو هل قبائلكم ومدنكم قادرة على توحيد صفوفها وجمع كلمتها واختيار قيادتها ومن ثم إسكات من يعارضها”.
وشدد على أن قبائل برقة ومدنها موحدة وجاهزة للحديث الجاد والمثمر من إخوانهم في طرابلس وفزان لبناء ليبيا.
وتدور في العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، منذ الرابع من نيسان/ أبريل الماضي، معارك متواصلة بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وبين قوات تابعة لحكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى حسب منظمة الصحة العالمية، فيما تقدر المنظمة الدولية للهجرة أعداد النازحين بعشرات الآلاف يفرون من ديارهم بسبب الاشتباكات المسلحة.