قتلى باشتباكات حدودية بين حركة “طالبان” الأفغانية والجيش الباكستاني
وقع اشتباك بين عناصر من حركة “طالبان” الأفغانية ووحدة من الجيش الباكستاني، عند معبر سبيبن بولداك على الحدود بين البلدين.
أفادت صحيفة “إكسبريس تريبيون” الباكستانية نقلا عن بيان للجيش، بأن “6 مدنيين قتلوا بإطلاق نار عشوائي غير مبرر صدر من الحدود الأفغانية”.
وقال شاهد عيان لـوكالة “سبوتنيك” إنه بعد نشوب المواجهة بين عناصر “طالبان” والجيش الباكستاني على حدود سبين بولداك، اندلعت حرائق في مناطق شامان السكنية.
وبحسب الشاهد، سقطت قذيفتان على المنطقة حيث قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون.
وأوضح المصدر أن الاشتباك اندلع بين الجانبين بسبب طريق طوله 15 كم أرادت طالبان بناء منشآت عليه ونقاط تفتيش، ما دفع القوات الباكستانية إلى إطلاق النار.
وفي آب/ أغسطس الماضي، نشبت اشتباكات بين القوات الباكستانية والأفغانية عند منطقة “بيشياني سور كمار” الحدودية، الواقعة بالقرب من ولاية كونار الأفغانية؛ من دون وقوع ضحايا من الجانبين عندما أقام الجنود الباكستانيون نقطة حدودية تفتيشية على النقطة صفر، بين حدودي البلدين؛ حينها فتحت القوات الأفغانية النار على نظيرتها الباكستانية، التي ردت بالأسلحة الخفيفة والمدفعية”.
ولم ينجح الطرفان في ترسيم الحدود بينهما؛ حيث تعارض أفغانستان عملية الترسيم، خاصة بعد قيام الجانب الباكستاني بتسييج الحدود، للحد من عمليات التسلل التي يقوم بها عناصر من طالبان الباكستانية، وتنظيم داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول].
وقامت باكستان بتسييج معظم الحدود، البالغ طولها 2600 كيلومترا؛ على الرغم من الاحتجاجات من كابول، التي اعترضت على ترسيم الحدود في العهد البريطاني، إذ يقسم العائلات والقبائل على كلا الجانبين.
وكانت باكستان قد بدأت في إقامة سياج معدني، قبل أربع سنوات، وأكملت 90 % منه؛ وتشير المواجهة الحالية إلى أن القضية موضع خلاف بالنسبة لطالبان، على الرغم من علاقاتها الوثيقة بباكستان.
وسيطرت حركة طالبان [منظمة تخضع لعقوبات أممية بسبب نشاطها الإرهابي]، على السلطة في أفغانستان، في 15 آب/أغسطس 2021، تزامنا مع انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من البلاد.
وشكلت طالبان حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد؛ بعد تفكك الحكومة السابقة الموالية للرئيس أشرف غني، الذي غادر البلاد قبيل وصول مقاتلي الحركة إلى كابول، من دون مقاومة تذكر.
ولم تعترف دول العالم بالحكومة التي شكلتها طالبان، حتى الآن؛ مشترطة وفاءها بعدة شروط، في مقدمتها ضمان الحريات واحترام حقوق المرأة والأقليات، وألا تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للأعمال الإرهابية.
وتسعى الحركة إلى انتزاع اعتراف دولي بحكمها لأفغانستان، وتحسين صورتها أمام العالم؛ من أجل استعادة دعم ضروري لمواجهة تحديات اقتصادية خانقة.