قيادي في “أنصار الله”: الحوار مع السعودية مستمر بوصفها قائدة للتحالف وبيدها قرار وقف الحرب
أكد القيادي في جماعة “أنصار الله” اليمنية، محمد علي الحوثي، أمس الخميس، أن المباحثات مع المملكة العربية السعودية، تستمر بوصفها قائدة التحالف العربي وبيدها قرار إيقاف عملياته العسكرية.
وقال الحوثي وهو عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من قبل جماعة “أنصار الله”، عبر موقع “إكس” (تويتر سابقاً): “كما قلنا في رؤية الحل الشامل، لا يمكن أن يكون الحوار إلا مع تحالف العدوان [في إشارة إلى التحالف العربي] باعتبار قرار العدوان والحصار وإيقافه بيده”، في تأكيد جديد للجماعة على رفضها وصف السعودية بالوسيط، واعتبارها المملكة طرفًا رئيسيًا في الصراع.
وأضاف الحوثي: “تستمر الحوارات مع السعودية، كقائد للتحالف وبين صنعاء الجمهورية وبوساطة عُمانية، للتوصل إلى حل في المواضيع التي يتم مناقشتها بالملف الإنساني والمتمثل بصرف مرتبات الموظفين اليمنيين وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين، وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمارن وصولًا إلى الحل السياسي الشامل”.
وتابع: “أملنا أن يتم النقاش الجدي لما فيه مصلحة الشعبين وتجاوز التحديات”.
يأتي هذا التصريح بعد ساعات من إعلان الخارجية السعودية، دعوة وفد من جماعة “أنصار الله” اليمنية، لزيارة المملكة بهدف استكمال النقاشات التي أجراها وفد رسمي سعودي مع قيادات الجماعة في صنعاء، بحضور وفد عُماني، في نيسان/ أبريل الماضي، من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وحل سياسي للصراع في اليمن، وفقاً للمبادرة التي أعلنتها الرياض، في آذار/ مارس 2021.
وبوقت سابق من الأمس، أبلغ مصدر في صنعاء وكالة “سبوتنيك”، بأن “وفدًا برئاسة رئيس الوفد المفاوض في “أنصار الله” المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، غادر مطار صنعاء الدولي، رفقة وفد من المكتب السلطاني العُماني، إلى الرياض، على متن طائرة تابعة لسلاح الجو العُماني، لإجراء مباحثات مباشرة مع الجانب السعودي حول تفاصيل الحل النهائي للصراع في اليمن، بدءًا بالاتفاق على وقف لإطلاق النار ومعالجة الملف الإنساني تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية”.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، رعى وفد عُماني، مباحثات في صنعاء، بين جماعة “أنصار الله” ووفد رسمي سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، استمرت 6 أيام، بحثت الملف الإنساني وإيقاف إطلاق النار في اليمن، وبدء عملية سياسية يمنية شاملة.
وحينها أعلنت السعودية، أن “فريقًا من الخارجية عقد مجموعة من اللقاءات في صنعاء، شهدت نقاشات متعمقة بشأن الوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن، اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية”، مضيفةً أن “تلك اللقاءات ستستكمل في أقرب وقت، بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية”.
ووصفت جماعة “أنصار الله”، آنذاك، النقاشات مع الوفد السعودي في صنعاء بـ”الجدية والإيجابية”، مؤكدة “التقدم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة، في وقت لاحق”.
وفي الثامن من أبريل الماضي، قالت جماعة “أنصار الله” إنها توصلت إلى تفاهمات مع السعودية، في جميع الملفات بما في ذلك تجديد هدنة الأمم المتحدة المنقضية في اليمن، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وملف تحقيق السلام، خلال مفاوضات استضافتها سلطنة عُمان، الفترة الماضية، مؤكدة أن تنفيذ تلك التفاهمات سيكون على مرحلتين، مرحلة الهدنة، ومرحلة الحل الشامل، بحسب الجماعة.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة “ًأنصار الله” إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت في اليمن 6 أشهر.
وتسيطر جماعة “أنصار الله”، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.