قيمته مليون دولار.. أمريكي يحلّ لغز كنز حاول عشرات الآلاف العثور عليه لمدة 10 سنوات لكنهم فشلوا
أعلن أحد جامعي التحف والمقتنيات الثمينة المشهورين في أمريكا أن مطاردته التي أطلقها قبل عشر سنوات للعثور على كنز أخفاه في مكان ما بجبال روكي قد انتهت بعد أن تمكن أحدهم من العثور على صندوق الكنز الذي يحوي ذهباً ومجوهرات وقطعاً ثمينة أخرى تزيد قيمتها عن مليون دولار.
الأمريكي فورست فين، البالغ من العمر 89 عاماً، أبلغ صحيفة Santa Fe New Mexican، الأحد 7 يونيو/حزيران 2020، أن رجلاً لا يرغب في الإعلان عن نفسه، لكنه من ولايات الساحل الشرقي الأمريكية، عثر على الكنز قبل بضعة أيام وأكد اكتشافه بصورة أرسلها له، حسب ما أفادت به صحيفة daily Mail البريطانية.
انتهاء الرحلة: قال فورست فين، في بيان نشره على مدونته الإلكترونية الأحد: “لقد كان الكنز تحت مظلة من النجوم في إحدى مناطق جبال روكي المليئة بالغابات كثيفة الأشجار، ولم يكن قد انتقل من المكان الذي أخفيته فيه منذ أكثر من 10 سنوات”.
أضاف: “أنا لا أعرف الشخص الذي وجده، لكن القصيدة التي نشرتها في كتابي قادته إلى الموقع الدقيق للكنز”.
كان فين قد نشر على شبكة الإنترنت قرائن وعلامات لفك لغز العثور على الكنز، في قصيدة من 24 سطراً جاءت في سيرته الذاتية التي نشرت في عام 2010، في كتاب تحت عنوان The Thrill of the Chase.
مشاركة الآلاف: منذ كشف فين عن كنزه، خرج مئات الآلاف من الأشخاص لمطاردته عبثاً عبر مناطق جبال روكي النائية في غرب الولايات المتحدة، للحصول على الصندوق البرونزي الذي قيل إنه مليء بعملات ذهبية ومجوهرات وقطع ثمينة أخرى.
استقال كثيرون من أعمالهم ووظائفهم لتكريس أنفسهم للبحث، واستنفد آخرون المدخرات التي جمعوها طوال حياتهم. وتوفي أكثر من خمسة أشخاص خلال البحث عنه، كان آخرهم في مارس/آذار 2019 رجلاً يُدعى مايكل سيكسون، كان يبلغ من العمر 53 عاماً من مدينة “دير بارك” بولاية أوهايو الأمريكية، حسب ما أفادت به الصحيفة.
محتويات الصندوق: يقول فين إن “صندوق الكنز الذي أخفاه منذ أكثر من عقد ملأه بمئات من العملات الذهبية النادرة والقطع الذهبية، واحتوى كذلك على تحف على هيئة حيوانات تعود إلى ما قبل عصر كولومبوس، و”مرايات” من الذهب المطروق من حقب ما قبل التاريخ، وقطع على هيئة وجوه صينية قديمة منحوتة، ومجوهرات ثمينة ومزينة بالياقوت والزمرد”.
أشار كذلك إلى أنه أخفى الكنز كوسيلة لإغراء الناس للدخول في المناطق البرية هناك وإعطائهم فرصةً للشروع في مغامرة مطاردة للكنز على النمط القديم، والخروج في حملات بحث عن الثروة.
كان فين صرّح لصحيفة The New Mexican في عام 2017 بأن صندوق الكنز يزن نحو 9 كيلوغرامات، ومحتوياته تزن نحو 10 كيلوغرامات، وأنه نقل محتوياته بنفسه على مرتين.
ورداً على سؤال عما يشعر به الآن بعد العثور على الكنز، قال فين: “لا أدري، أشعر بنوع من السعادة، وبعض من الحزن أيضاً لأن المطاردة قد انتهت”.
قال فين في موقعه على شبكة الإنترنت: “أهنئ آلاف الأشخاص الذين شاركوا في البحث، وآمل ألا ينقطع انجذابهم للوعود بكنوز واكتشافات أخرى”.
وتضم القرائن الرئيسية المذكورة في القصيدة، عناصر مثل “المياه الدافئة المتوقفة” و”الشعلة” و”الوادي السفلي” و”منزل براون”، وكلها إشارات مفتوحة للتفسير من قِبل الباحثين، الذين أخذوا في تتبعها إلى معالم ومناطق عبر كولورادو ونيومكسيكو ومونتانغ ووايومنغ.
الدوافع الخفية: كان فين أوضح في مقابلة مع موقع DailyMail.com عام 2018، السبب وراء قراره الشروع في الأمر وإخفاء الكنز وإطلاق مطاردة للبحث عنه.
قال فين آنذاك: “كان لدي العديد من الدوافع، أولاً وقبل كل شيء، كنا في حالة ركود اقتصادي وفقد كثير من الناس وظائفهم، فأردت أن أمنح الناس بعض الأمل، في ظل الأخبار الداعية إلى اليأس التي امتلأت بها عناوين الصحف”.
تابع فين: “ثانياً، نحن مجتمع يعاني كثير من أفراده زيادةً في أوزانهم، وأعتقد أن هذه ليست ظاهرة مقتصرة على هذا البلد، بل في جميع أنحاء العالم. كما أنني أردت إبعاد الأطفال عن أجهزتهم الإلكترونية.. ودفعهم وذويهم إلى الخروج إلى الجبال والمشي وصيد الأسماك والتنزه، أي شيء سوى الركون إلى الأريكة”.