كتاب إسرائيلي يكشف كواليس اتفاقات التطبيع: نتنياهو حاول سحب اتفاقه مع الإمارات قبل يوم من إعلان ترامب
هذا الكتاب أصدره مراسل موقع واللا الإسرائيلي للشؤون السياسية، باراك رافيد، وحمل عنوان: “Trump’s Peace: The Abraham Accords and the Reshaping of the Middle East” (سلام ترامب: اتفاقيات أبراهام وإعادة تشكيل الشرق الأوسط)”.
الكتاب أضاف: “وفقاً للعديد من المسؤولين السابقين في البيت الأبيض الذين شاركوا في تلك الأحداث، فإن دافع محاولة نتنياهو الانسحاب كان اعتبارات سياسية، في ضوء تقييمه بأن الحكومة التي يترأسها كانت على وشك الانهيار في غضون أيام، وأنه سيتم إجراء انتخابات مبكرة”.
كان نتنياهو قد تمكن من تشكيل حكومة، في مايو/أيار 2020، بعد ثلاث جولات انتخابية وبعد أن انضم إليها حزب “كاحول لافان”، برئاسة بيني غانتس. ورفض نتنياهو طلب غانتس بأن يتراجع في الاتفاق الائتلافي عن تعهده بتنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية لإسرائيل، بحلول 1 يوليو/تموز من العام نفسه.
فيما أوضح الكتاب أن السفير الإسرائيلي السابق، لدى الولايات المتحدة رون درامر اتصل بآفي بيركوفيتش، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض، وقال له: “لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا إبرام هذا الاتفاق؛ لأن هناك أزمة ائتلافية على الميزانية، ويبدو أن الحكومة ستحل في غضون أيام، لذلك يعتقد نتنياهو أن التوقيت غير مناسب للإعلان عن الاتفاق مع الإمارات”.
كما أشار إلى أن كبير مستشاري ترامب جاريد كوشنر، كان غاضباً، ولم يصدق كيف أنه “بعد أسابيع طويلة من المفاوضات الحساسة والسرية التي انتهت باتفاق تاريخي، يريد نتنياهو إلقاء كل شيء في سلة المهملات لاعتبارات سياسية داخلية”.
“لحظة جنونية”
بحسب الكتاب “يتذكر بيركوفيتش: لقد كانت لحظة جنونية، اتصل السفير الأمريكي (السابق في إسرائيل) ديفيد فريدمان من واشنطن بمكتب رئيس الوزراء في القدس وصاح لدقائق في رجال نتنياهو، وتحدث مع درامر، وقال له: رون، سيحدث غداً (سيتم الإعلان عن الاتفاقية)، ليس لديكم خيار آخر”.
بعد ذلك فهم نتنياهو الرسالة، وبعد ساعات قليلة من التوتر واصلت الأطراف المضي قدماً وفقاً للخطة، طبقاً لما أوردته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية نقلاً عن الكتاب، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021.
على إثر ذلك أُلغِيَت عملية الضم الإسرائيلية لمستوطنات الضفة الغربية قبل 24 ساعة من موعدها الذي كان محدداً في الأول من يوليو/تموز 2020.
“التطبيع مقابل وقف الضم”
حينها كان “أقل من خمسة أشخاص في إسرائيل يعلمون أنَّ عملية الضم كانت تحتضر، وأنَّ التطبيع سيكون هو الخيار الجديد. بالنسبة لنتنياهو، كانت تلك لحظة عصيبة، وقد قرر تقليص خسائره. وطوال بقية شهر يوليو/تموز، توصلت الأطراف الثلاثة إلى اتفاق، وكانت شروطه العامة واضحة: التطبيع مقابل وقف الضم”، وفقاً للكتاب.
كان اتفاق حكومة نتنياهو الائتلافية قد سمح له بضم مستوطنات الضفة الغربية في المنطقة “ج” اعتباراً من الأول من يوليو/تموز، لكنَّه كان يفتقر إلى دعم إدارة ترامب.
في حين طرح نتنياهو وقتها احتمالية الضم على الطاولة على مراحل بطيئة خلال فترة انتخابية مطولة بدأت عند نهاية ديسمبر/كانون الأول 2018 وانتهت في مارس/آذار 2020، وهو ما أدَّى إلى تشكيل حكومة في مايو/أيار 2020.
كانت خطة ترامب للتطبيع قد تحدثت عن تطبيق محتمل لما وصفته بالسيادة الإسرائيلية على 30% من الضفة الغربية في نهاية المطاف، ويمثل هذا تقريباً نصف المنطقة “ج”، الخاضعة للسيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية.
كان مؤلف الكتاب، قد كشف، الجمعة 10 ديسمبر/كانون الأول، أن ترامب، قد شتم نتنياهو، بعبارة نابية، ووصفه بقلة الوفاء، بعد تهنئته للرئيس الحالي جو بايدن بفوزه بالرئاسة الأمريكية.
كما كشف أن ترامب قال إنه لولا اعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية عام 2019، لما فاز نتنياهو بالانتخابات التشريعية، في حينه.
كان نتنياهو قد خسر فرصة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد عدة أشهر من خسارة ترامب للانتخابات.