كتاب جديد للشاعر السورى عبد الكريم الناعم يرصد جملة ظواهر في القصيدة العربية المعاصرة
ورغم أن محتوى الكتاب أخذ شكلًا مناسبًا للنشر في وسائل الإعلام فإن عبد الكريم دافع بشكل منهجي عن القيمة الجمالية التعبيرية النفسية للوزن والإيقاع وتعرض لبعض المفاصل الثقافية التي هي على تماس بقضايا الوجدان والحق والخير والجمال.
ولم يذهب الناعم إلى إلغاء أي طرف في الحراك الأدبي بل دافع عن وجوده بشكل تطبيقي موثق عبر ما قدمه من أجناس وأشكال أدبية تمكن من خلالها الجمع بين الأصالة والمعاصرة وعرضها على المثقف لخلق رابط بنيوي بين ما هو سائد وبين من يسعى للثقافة.
في الكتاب مقالات أيضا في الشعر والثقافة والعلاقة بينهما التي قد تبلغ حد الضرورة مع جملة من الرؤى والنظرات والآراء التي تتناول الشكل والإيقاع بقيمته النفسية والجمالية والتعبيرية تاركًا فسحة لقصيدة النثر وما حولها من أسئلة ونقاشات وخلافات.
وطرح الناعم في كتابه موضوعات شتى ترتبط بالنقد منها شرعنة مالا يشرعن وأين تكمن أزمة الشعر ومأزق النقد الشعري المواكب مرورًا بالحداثة والإبداع وعلاقة الثقافة بالوجدان.
ولم يهمل المؤلف الحديث عن تداعيات الحرب الإرهابية على سورية بخصوص المشهد الثقافي وظهور أسماء وحالات بعيدة عن الإبداع الحقيقي ولا سيما ممن روجت له ماكينة العدوان الإعلامية إضافة إلى تدني المستويات الأدبية التي يتبناها عدد من المنابر.
الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب جاء خلاصة اطلاع ومعرفة شاعر وناقد يعتمد الثقافة الأدبية الشاملة والإدراك الواع لصنوف الأدب مرتكزًا على إحساس يدل على موهبة فطرية تمكن الكتاب من تقديم مادته بشكل عفوي صادق.
عبد الكريم الناعم أحد الأسماء المهمة في الحراك الشعري المعاصر يكتب الشعر والنقد وينشر في الصحف والدوريات النقد والزاوية الأدبية والإجتماعية والسياسية والفكرية وصدر له حتى الآن 27 مجموعة شعرية و3 كتب في النقد التنظيري والتطبيقي.