كريس جاردنر يطلق من الشارقة النسخة العربية لـ”السعي وراء السعادة”

استضاف مقهى “الراوي” الثقافي في الشارقة ضمن فعاليات “حديث الكتب” التي ينظمها احتفاءً بالشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، الكاتب الأمريكي الشهير كريس جاردنر، الملقب بـ”ملهم الأجيال” في جلسة حوارية حول مسيرة نجاحه المهنية والإبداعية.

وأطلق جاردنر خلال الجلسة النسخة العربية من كتابه الأكثر مبيعاً في العالم “السعي وراء السعادة”، الصادر عن دار “روايات” التابعة لـ”مجموعة كلمات” والمتخصصة في نشر الأعمال الأدبية العربية والعالمية المترجمة.وتناولت الجلسة الحوارية التي أدارها ريتشارد دين قصة حياة جاردنر بدءاً من طفولته القاسية، ومعاناته كأب أعزب عاش وابنه مشردين لأكثر من عام، والتحولات الجذرية في حياته التي أشعلت لديه روح التحدي والإلهام، وصولاً إلى تأليفه كتاب “السعي وراء السعادة”، الذي تربع على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، ودوره كمتحدث ملهم يجول العالم لتحفيز الجماهير.

واستهل جاردنر حديثه بالتعبير عن سعادته بزيارة الشارقة، التي وصفها بأنها “مكان للسلام”، مستعيداً أجواء كتابه “السعي وراء السعادة” الذي تم تحويله إلى فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم في عام 2006، وقام ببطولته الممثل الأمريكي ويل سميث الذي رُشح للفوز بجائزة الأوسكار عن أحسن ممثل لتجسيده شخصية جاردنر.

وعند سؤاله عن سبب تخصيص أكثر فصول الكتاب للتحدث عن قصة معاناته والظروف الصعبة التي واجهها خلال مشوار حياته، والاكتفاء بتخصيص الجزء الأخير منه للتحدث عن قصة نجاحه، أجاب جاردنر قائلاً: “بالنسبة لي كان مهماً أن يكون هناك درجة معينة من المصداقية في قصتي”.

وأضاف: “قالت لي صديقتي الكاتبة والشاعرة الأمريكية الراحلة مايا أنجلو: أشعر بأن هذا الكتاب لا يتحدث عنك وحدك، بل يتحدث عنا جميعاً.. هذا الكتاب عبارة عن قصة حياتي وهو حقاً كتاب عن حياتنا نحن الاثنين”.

وتابع “ملهم الأجيال”: “عندما يكون لديك الشجاعة للتحدث عن المصاعب التي تغلبت عليها، فإنك تسهم في تغيير حياة الناس إلى الأبد، بالرغم من أنك لن تلتقي الكثير منهم في حياتك أبداً، لذلك صممت أن أكون صادقاً من خلال هذا الكتاب في كل شيء”.

وأشار إلى أن تجربته في سلاح البحرية الأمريكية لا تقدر بثمن، قائلاً: “لقد كانت أفضل بكثير مما كنت قد أحصل عليه لو تعلمت في أفضل مؤسسات التعليم العليا، حيث استفدت من جميع المهارات التي اكتسبتها خلال عملي في وظيفتي الأولى ونقلتها معي عندما حصلت على وظيفتي الثانية في وادي السيليكون في منتصف السبعينيات من القرن الماضي عندما كانت صناعة التكنولوجيا لا تزال في مهدها”.

ووصف جاردنر كيف بدأت أحواله تتحسن عندما حصل على وظيفة تدر عليه دخلاً سنوياً يبلغ 30 ألف دولار، وكيف تزوج بالمرأة التي أحبها وأصبح أباً لـ”كريس جونيور”، لافتاً إلى أن الأمور أخذت منحنى عكسيا أعاده إلى المربع الأول ليعود إلى حياة التشرد من جديد، وقال: “هذا هو تعريف الحياة”.

ويروي كيف اضطر إلى ترك تلك الوظيفة على أمل الحصول على وظيفة أخرى كوسيط لبيع الأسهم والأوراق المالية في وول ستريت، إلا أنه لم يحصل على الوظيفة حينها وعندما عاد من المقابلة وجد أن زوجته جاكي كانت قد غادرت البيت واختفت تماماً، ولم يعد لديه ما يكفي من المال لدفع إيجار شقته، كما لم يجد ابنه كريس ولم يعد لديه سيارة، بل لم يعد لديه أي شيء، ليعود إلى نقطة الصفر من جديد.

وكشف جاردنر كيف تمكن من الحصول على وظيفة وسيط لبيع الأوراق المالية خارج مدينة سان فرانسيسكو براتب شهري يبلغ 1000 دولار أمريكي، قائلاً: “اضطررت لوضع ابني ذي الـ5 سنوات في أحد مراكز الرعاية النهارية، ولكن كان وجود ابني معي هو الدافع والحافز للسعي وراء السعادة”.

وأضاف: “هؤلاء هم من يستطيعون النجاح في أعمالهم، يصنعون النجاح لأنهم يعطون قيمة لعملائهم.. لقد تمكنت من الوصول إلى ما أنا عليه اليوم لأني أعطي قيمة لجميع عملائي”.

وفي إجابة عن سؤال من الجمهور حول إمكانية قياس السعادة، أجاب جاردنر: “نعم.. أفضل مقياس للسعادة هو حياتك وحالتك النفسية والكيفية التي ينمو ويتطور بها أطفالك”.

وتأتي الجلسة التي نظمها مقهى “الراوي” بالتعاون مع مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، ضمن مبادرة أطلقها المقهى مؤخراً تحت شعار “حديث الكتب”، الرامية إلى ترسيخ ثقافة المطالعة وتشجيع أفراد المجتمع على قراءة كتبهم المفضلة من خلال تنظيم لقاءات وندوات شهرية يشارك فيها نخبة من أبرز الكتّاب في المنطقة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى