كواليس الضغط الأمريكي على السودان لإجباره على التطبيع مع إسرائيل.. المونيتور: هكذا ابتز بومبيو الخرطوم
اشترطت الولايات المتحدة الأمريكية على السودان تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بشكل رسمي، مقابل رفع اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفق ما ذكره موقع Al-Monitor الأمريكي الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020، وأوضح أن بومبيو طلب من رئيس الوزراء السوداني الاتصال بنتنياهو.
إذ يخوض المسؤولون الأمريكيون والسودانيون محادثات منذ وقت طويل بشأن رفع الخرطوم من قائمة الإرهاب السوداء، وتمكنت حكومة السودان الانتقالية بالفعل من تلبية الاشتراطات الأساسية التي وضعتها إدارة ترامب تحقيقاً لهذا الهدف.
البيت الأبيض يلغي شطب السودان: فقد عَلِمَ موقع Al-Monitor عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للعاصمة السودانية الخرطوم، ضمن جولة واسعة في الشرق الأوسط لإقناع القادة العرب بتدشين علاقات رسمية مع إسرائيل، دفعت وزارة الخارجية بوثائق إلى البيت الأبيض سيُرفَع السودان بموجبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إذا وقَّعها الرئيس ترامب.
لكن بومبيو طرح اقتراحاً جديداً خلال زيارته للخرطوم: أن يتصل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويؤسس على الفور علاقات رسمية مع إسرائيل، وفقاً لمصدرين مطلعين على الاجتماع.
غير أن حمدوك اعترض قائلاً، حسبما أُفيِد، إنَّ الحكومة الانتقالية في السودان ليس لديها سلطة اتخاذ مثل هذا القرار. ورداً على ذلك، ألغى البيت الأبيض شطب السودان من القائمة، وفقاً لمصدرين أمريكيين مطلعين على الأمر.
وفقاً لمصدر أمريكي اطلع على وقائع اجتماع الخرطوم، أخبر بومبيو الرئيس السوداني أنَّ الاعتراف بإسرائيل من شأنه تسهيل تمرير التشريع عبر الكونغرس.
فوز سياسي لترامب: أثار الحديث عن محاولة بومبيو مخاوف لدى البعض في الكونغرس من أنَّ مستشاري البيت الأبيض للشرق الأوسط يحاولون الالتفاف على العملية السياسية المُعقَّدة لشطب السودان من قائمة الإرهاب على أمل تحقيق فوز سياسي لترامب قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2020، مع تجاهل واضح للوضع السياسي الداخلي الحساس في السودان.
فيما رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على المناقشات الدبلوماسية في الخرطوم، لكنه قال لموقع Al-Monitor إنَّ إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لا يزال يمثل أولوية قصوى.
كما أضاف أن هذا الشطب هو عملية متعددة الخطوات تعتمد على استيفاء السودان للمعايير القانونية والسياسية ذات الصلة. وتابع المتحدث، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “يضطلع الكونغرس أيضاً بدور في هذه العملية. ولا نزال نعقد مناقشات نشطة مع السودان في ما يتعلق بالسياسة والمتطلبات القانونية للنظر في إمكانية إلغاء تصنيف السودان بأنها دولة راعية للإرهاب”.
خدعة من بومبيو: من جانبها، قالت هيلاري موسبرغ، مديرة السياسة في The Sentry -وهي مجموعة من الباحثين الذين يتتبعون تدفقات الأموال غير المشروعة في إفريقيا- “ربما بدا الأمر للسودان أنها خدعة من بومبيو أن يقول إنَّ بإمكانه التعجيل بعملية الشطب، في حين أنه قد لا يتمكن من فعل ذلك.
تحدث بومبيو مع رئيس الوزراء السوداني مرتين على الأقل منذ اجتماعهما الشهر الماضي، حسبما كشفت مصادر مطلعة على المناقشات. لكن لم تُعلِن وزارة الخارجية سوى واحدة من تلك المكالمات.
أثارت أنباء تلك المحاولات المزيد من الأسئلة حول أساليب الإدارة لإقناع قادة الشرق الأوسط بالاعتراف بإسرائيل قبل إعادة انتخاب ترامب.
فعلى سبيل المثال، ألمحت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية، في 17 سبتمبر/أيلول، بإمكانية رفع قطر إلى مرتبة دولة حليفة للولايات المتحدة غير عضو في الناتو (حلف شمال الأطلسي) بعد أن قالت نائبة وزير الخارجية في الدوحة إنَّ حكومتها لا تنوي الاعتراف بإسرائيل دون حل الدولتين للفلسطينيين.
معارضة داخل السودان: إضافة إلى ذلك، أعربت مصادر مطلعة على اجتماع بومبيو في الخرطوم عن قلقها من أنَّ حكومة السودان الانتقالية غير المُنتَخَبة قد تواجه معارضة سياسية إذا اتخذ قادتها قراراً فردياً بالموافقة على الاعتراف بإسرائيل.
وأُقِيل المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية حيدر بدوي الصادق فجأة الشهر الماضي بعد تصريح علني بأَّن الحكومة الانتقالية “تتطلع إلى اتفاق سلام مع إسرائيل على أساس مصالح الخرطوم دون التضحية بقيمها”.
بيد أنَّ هناك مؤشرات على أنَّ قادة السودان منفتحون على علاقات مستقبلية مع الدولة اليهودية.
كما أفاد مصدران مطلعان على المحادثات الأمريكية-السودانية بأنَّ رئيس المجلس الانتقالي السوداني، عبدالفتاح البرهان، لم يرفض تماماً اقتراح بومبيو باعتراف السودان بإسرائيل، لكنه ذكر أنَّ حكومته بحاجة إلى عدة مليارات من الدولارات للمساعدة في تعويض ديون البلاد الهائلة.
فيما أفاد موقع Axios يوم الأحد، 20 سبتمبر/أيلول، أنَّ البرهان سيلتقي مع مستشار مجلس الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد ومدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الأمريكي الجنرال ميغيل كوريا، في أبو ظبي هذا الأسبوع؛ لمناقشة احتمالية اعتراف السودان بإسرائيل مقابل مساعدات إنسانية واقتصادية، وكذلك شطبه من قائمة رعاة الإرهاب.