لجين الهذلول أُطلِقَ سراحها.. لكن هناك ناشطات سعوديات أخريات ما زلن يقبعن في سجون ولي العهد

أخيراً، وبعد ضغوط أمريكية كبيرة مارستها الإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن، أفرجت السلطات السعودية عن الناشطة لجين الهذلول، بعدما كانت الرياض قد أدانتها بـ”التورط في عدد من النشاطات المجرّمة بموجب نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله”.

لكن واشنطن لم تضغط على الرياض للإفراج عن الهذلول فقط، إذ طالبتها أيضاً بالإفراج عن العديد من النشطاء والمعتقلين، من بينهم الهذلول. إذ يقبع في سجون المملكة عشرات وربما مئات من المعتقلين من دعاة وناشطين وعلماء وحقوقيين وصحفيين، أبرزهم الدكتور سلمان العودة، والدكتور علي العمري، والداعية عبدالعزيز الفوزان، إضافة إلى بعض المعتقلين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، مثل صلاح الحيدر، وبدر الإبراهيم وغيرهما.

وإضافة إلى كل هؤلاء، لا يزال خلف لجين الهذلول 4 نساء يقبعن في سجون ولي العهد محمد بن سلمان، نستعرض أوضاعهن في هذا التقرير.

إيمان النفجان

أُلقِيَ القبض على المدوِّنة والكاتبة الصحفية إيمان النفجان، التي كانت على الدوام تتحدَّث عن النسوية في المجتمع السعودي وساهمت بمقالات رأي لشبكة CNN الأمريكية، وصحيفة The Guardian البريطانية، ومجلة Foreign Policy الأمريكية، في مايو/أيار 2018.

أطلقت النفجان في عام 2018، مدونةً كتبت فيها عن آرائها حول حملة السماح للمرأة بقيادة السيارات، إضافة إلى قضايا حقوق المرأة الأخرى، وقوانين مكافحة الإرهاب السعودية، والنشطاء الحقوقيين في المملكة.

 

وتحدَّثَت النفجان، وهي الأم لثلاثة أطفال ومعلِّمة مساعدة في اللسانيات بجامعة الرياض، بانتظام عن قضايا المرأة في المملكة، وشجَّعَت طلابها على مناقشة هذه الأمور بصراحة. وفي مقال نُشِرَ بصحيفة The Guardian البريطانية، كتبت: “لا أعتقد أن الاختلافات بين الجنسين ملموسةٌ بقوة في أيِّ مكانٍ بالعالم كما هو الحال في المملكة السعودية”.

وفي مقالٍ آخر نُشِرَ في عام 2012، سلَّطَت الضوء على أنه بينما كان عديد من الرياضيين يتَّجهون إلى الأولمبياد في لندن، لا تزال النساء السعوديات ممنوعات من ممارسة الرياضة. ووفقاً لمركز الخليج لحقوق الإنسان، قادت النفجان سيارةً علناً في عام 2013، في تحدٍّ للقانون بذلك الوقت، وتعرَّضَت لاحقاً للمضايقة والاستجواب.

وكتبت المدوِّنة والناشطة السعودية أميمة النجار، التي كانت طالبةً لدى النفجان، عن نضالها الشجاع والدفاع عن حقوق المرأة في المملكة السعودية، قائلةً: “لقد أذهلتني باعتبارها امرأةً تقدُّمية ذات آراءٍ قوية تهتم بحقوق المرأة، ولم تتردَّد في التصريح بها علناً… لقد علَّمتنا قيمة حرية التعبير والتسامح، وأصرَّت على أن نعبِّر جميعاً -سواء أكنَّا محافظين أم ليبراليين- عن آرائنا بصراحة”.

ووفقاً للجنة حماية الصحفيين، لم تكشف السلطات السعودية علانيةً، حتى أواخر عام 2018، عن أيِّ اتهاماتٍ للنفجان. وفي مارس/آذار 2019، أفادت منظمة هيومان رايتس ووتش أيضاً، بأن النيابة لم تحدِّد التهم المُوجَّهة إليها. ولم تكن هناك تحديثاتٌ عن حالتها منذ ذلك الحين.

وأفادت هيومان رايتس ووتش بأنها قد تواجه اتهاماتٍ بتقويض أمن واستقرار الدولة، فضلاً عن الاتصال المشبوه بأطرافٍ أجنبية، مِمَّا قد تصل عقوبته إلى السجن لمدة 20 عاماً.

سمر بدوي

سمر هي شقيقة المدوِّن السعودي المسجون رائف بدوي، واعتُقِلَت في 30 يوليو/تموز 2018. اشتهرت بدوي بعملها في الدفاع عن حقوق الإنسان، وكانت من أوائل الذين رفعوا دعوى قضائية تطالب بالسماح للمرأة بالتصويت والترشُّح في الانتخابات البلدية التي جرت عام 2011.

وبحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، كثيراً ما دأبت بدوي على حملاتٍ من أجل إنهاء حظر قيادة السيارات على المرأة وقوانين ولاية الرجل، والتي قالت إنها تقيِّد حريات المرأة.

واعتُقِلَت بدوي في مداهمةٍ مُسلَّحة للشرطة لمنزلها، وهي محتجزة حالياً بسجن ذهبان المركزي في جدة. وذكرت جماعاتٌ حقوقية أن بدوي ونشطاء آخرين تعرَّضوا لـ”التعذيب الوحشي والتحرش الجنسي” أثناء احتجازهم.

وفي 19 فبراير/شباط 2020، استُدعِيَت بدوي لعقد جلسة محاكمة سرية بمحكمة الجنايات ومُنِعَ المراقبون الدوليون من حضورها. وبحسب شبكة BBC البريطانية، مثلت بدوي أمام المحكمة في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام. ومع ذلك، لم تُعلَن أيُّ معلوماتٍ عن التهم المُوجَّهة إليها منذ ذلك الحين.

نسيمة السادة

“السادة” ناشطة بارزة دشَّنَت حملةً من أجل الحقوق المدنية والسياسية، ومن أجل نيل حقوق المرأة، وكذلك حقوق الأقلية الشيعية بالمملكة.  في العام 2016، تساءلت “السادة” عن قوانين الولاية في المملكة، وقالت إنها غير منطقية: “لماذا يكون القاصر وليّ المرأة البالغة؟ لماذا لا توجد سن تصبح فيها المرأة بالغة ومسؤولة عن قراراتها وحياتها؟ لماذا يجب أن يكون هناك رجلٌ مسؤولٌ عن حياتها؟”.

اعتُقِلَت “السادة” في 31 يوليو/تموز 2018، واحتُجِزَت بالحبس الانفرادي، ومُنِعَت من رؤية أطفالها أو محاميها عدة أشهر.  وقد مثلت مرتين أمام المحكمة منذ اعتقالها. وأُلغِيَت الجلسة الثالثة، التي كان من المُقرَّر عقدها في مارس/آذار 2020، بسبب تفشي جائحة كوفيد-19. وذكرت BBC أنها مثلت أمام المحكمة في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن لم تُعلَن أيُّ تفاصيل بشأن قضيتها.

وقال مصدرٌ مُقرَّب من عائلتها لـMEE، إنها تدافع عن حقوقٍ متساوية للمرأة، رغم إدراكها الخطر الذي قد تواجهه من جرَّاء ذلك: “إن روح النضال هذه هي ما تشكِّلها كما هي. لا أعتقد أنه يمكن تعريف نسيمة السادة بشيءٍ آخر”.  وتلقَّت السادة كثيراً من التهديدات على تويتر، بسبب نشاطها قبل اعتقالها.

مايا الزهراني

اعتُقِلَت مايا الزهراني في 10 يونيو/حزيران 2018، بعد التعبير عن دعمها على الإنترنت لنوف عبدالعزيز. وشاركت الزهراني مقالاً كتبه عبدالعزيز تطوَّع فيه الأخير لتوصيل الناس بالمحامين ومنظمات حقوق الإنسان.

ووفقاً للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، حكمت المحكمة الجنائية السعودية الخاصة على الزهراني في 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، بالسجن لمدة خمس سنوات وثمانية أشهر، لدفاعها عن حقوق المرأة ونشاطها.

وأضافت الجماعة الحقوقية، أن المحكمة علَّقَت عامين وعشرة أشهر من العقوبة، مِمَّا يعني أنه كان من المُفترض إطلاق سراحها في أوائل عام 2021. ومع ذلك، فإن الإفراج الجزئي سيأتي بعد فترة اختبارٍ مدتها ثلاث سنوات، علاوة على خمس سنوات من منع السفر.

وقالت الجماعة الحقوقية: “تهدف هذه الأحكام إلى معاقبتهن على نشاطهن لصالح تعزيز حقوق المرأة، وضمن ذلك حق المرأة في قيادة السيارات، الذي منحه وليّ عهد المملكة، محمد بن سلمان، بعد أسابيع قليلة من اعتقالهن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى