آخر الأخبارأخبار عالمية

ما بعد «هزيمة» ترامب.. هل تترجم هاريس الزخم الحالي لسياسة حكم؟

زخم كبير حققته نائبة الرئيس الأمريكي منذ إطلاق حملتها الانتخابية قبل نحو شهر، تزايد خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي التأم قبل أيام.

لكن هذا الزخم لم يكن سببه شخصية كامالا إنما «بسبب الأشياء التي لا تمثلها»، فهي ليست الرئيس جو بايدن المتقدم في العمر، وهي -كذلك- ليست خصمها الجمهوري دونالد ترامب الذي أصبح الآن هو «الرجل العجوز» في سباق البيت الأبيض، كما أنها لا تحمل هواجسه المظلمة، حسب مجلة «الإيكونوميست» البريطانية.

ورغم ذلك فإن هاريس لا تزال تحتاج المزيد، لأن كون الشخص سياسيا يعني ما هو أكثر من النجاح في حملة انتخابية، تقول المجلة البريطانية، مشيرة إلى أنه حتى الآن لا يزال الغموض يكتنف الطريقة التي يمكن أن تترجم فيها هاريس هذا الزخم إلى أسلوب في الحكم.

وأشارت المجلة إلى أنه على الرغم من أن المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي عقد قبل أيام، كان يدور حول شخصية هاريس وقصة حياتها، فإنها لا تزال شخصية مجهولة.

وخلال إدارة بايدن لم تكن تحت الضوء كعادة نواب الرئيس، كما أنها أصبحت مرشحة رئاسية دون خوض اختبارات الانتخابات التمهيدية. ومنذ إطلاق حملتها لم تجر مقابلات ولم تتلق سوى أسئلة قليلة من المراسلين.

مناورات انتخابية

أما برنامجها السياسي فقد ورثته من الرئيس بايدن، وعندما تتبنى مواقف مثل التعهد بالتعامل مع احتكار الشركات فقد يكون الأمر لا يعكس مواقفها السياسية، بقدر ما هو مناورات انتخابية لاسترضاء الناخبين.

وتقول «الإيكونوميست» إن محاولة التعمق في سجل هاريس في مجلس الشيوخ، وكسياسية، ومدعية عامة في كاليفورنيا تكشف أنها لا تحمل معتقدات عميقة، لكنها مثل بايدن تضع نفسها في يسار الوسط وتتكيف مع تطوره، كما أن سياستها في الاقتصاد والشؤون الخارجية تبدو غير ثابتة.

وفي حين يصفها ترامب بالشيوعية فليست لها أيديولوجية تعتنقها هاريس، وقد تعني براغماتية نائبة الرئيس انفتاحها على أفكار للآخرين لكنها قد تعني -أيضا- الافتقار إلى المبادئ المدروسة، الأمر الذي يمثل تهديدا.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ادعاءها التلاعب بالأسعار لا تدعمه الأدلة، لكنه يقوض الثقة بالأسواق المفتوحة التي تجعل أمريكا مزدهرة، مؤكدة أنه إذا لم تنجح خطتها لزيادة المعروض من المساكن فإن الإعانات سترفع أسعار المساكن.

وعلى نحو مماثل فإن غياب معتقدات أساسية قوية ومجموعة من الأولويات التوجيهية قد يؤدي لانحراف الرئيس بسهولة عن مساره بفعل الأحداث.

مواجهة الشدائد

وإذا كافحت هاريس لربط سيرتها الذاتية ومبادئها وسياساتها معا فستكافح أيضا في الدور الحاسم الذي تلعبه كرئيسة، حيث يتعين عليها أن تشرح للأمة كيف ينبغي لها أن تواجه الشدائد.

وقد يبدو من غير المنصف انتقاد هاريس، لأنها مقتصدة في الحديث عن سياساتها، لأن مهمتها الأساسية الآن هي هزيمة ترامب وهي مهمة يُسمح فيها بالخداع والمكر.

لكن أحد الأسباب للضغط على هاريس لتقديم سياسة واضحة هو مواجهة ترامب خلال المناظرة المرتقبة في 10 سبتمبر/أيلول المقبل حيث ستحتاج إلى ما هو أكثر من العبارات المبتذلة لدحض هجماته.

السبب الآخر هو أن كون المرء سياسيا لا يعني مجرد القيام بحملة انتخابية، لأن الحكم مهم -أيضا-، وقد يكون من الأفضل أن يكون الفائز بالسلطة لديه برنامج، بحسب المجلة البريطانية، التي قالت إنه إذا لم تكن هاريس أكثر وضوحا بشأن ما ستفعله خلال ولايتها فإن الحملة الانتخابية بكل مشكلاتها ستهيمن على سنواتها الأربع في البيت الأبيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى