ما سر حُب طالبان والجماعات المسلحة الأخرى لسيارات “تويوتا” ذات الدفع الرباعي؟ 6 أسباب تفسر ذلك
لكن طالبان ليست الحركة المسلحة الوحيدة التي تفضل شاحنات “البيك أب” أو “النصف نقل”، من تويوتا، إذ لطالما استخدمت الجماعات الجهادية أو حركات المقاومة بالشرق الأوسط أو الميليشيات المسلحة في إفريقيا وغيرها شاحنات تويوتا كأداة حرب. وإليكم في هذا التقرير أسباب حُب هذه الجماعات والمنظمات لسيارات تويوتا.
لماذا تويوتا؟
تتميز شاحنات “بيك أب” من شركة تويوتا اليابانية بالتالي:
1- خفيفة الوزن ورشيقة وموفرة للوقود بشكل كبير
تتميز شاحنات تويوتا بالقدرة على المناورة وسرعة الحركة على مختلف الطرق الصحراوية منها والجبلية، حيث استخدمها تنظيم داعش في التنقل بين المناطق التي كان يسيطر عليها بسوريا والعراق، كما تعتمد عليها الميليشيات المسلحة ومجموعات المرتزقة في ليبيا بشكل كبير.
2- ملائمة جداً للتضاريس المحلية وشديدة التحمل
كما تمتاز سيارات الدفع الرباعي من تويوتا بالقدرة على تحمُّل جميع الظروف والتضاريس الصعبة؛ لقوة محركها حتى لو تعرض هيكلها لأضرار، وقد استخدمتها العديد من الجماعات المسلحة لاختراق الحواجز ونقاط التحصين العسكرية.
3- سهولة تثبيت الأسلحة عليها واستخدامها كمنصة إطلاق صواريخ
تعتمد العديد من الجماعات المسلحة، مثل طالبان، على شاحنات تويوتا كمنصة لإطلاق النار، سواء بتثبيت الرشاشات الثقيلة عليها، أو استخدامها كمنصة لإطلاق الصواريخ أو القذائف محمولة المتنوعة؛ وذلك لسرعة تخفّيها بعد إطلاق القذائف منها.
وتصبح هذه السيارات جاهزة للحرب من خلال إضافة مدفع رشاش، ومدفع مضاد للطائرات، ومدفع دوار، وسلاح مضاد للدروع، ومدفع مضاد للدروع، وصواريخ مُوجَّهة مضادة للدروع، وقذائف هاون، وراجمات صواريخ متعددة، وبندقية عديمة الارتداد، وغيرها من أسلحة الدعم.
4- خيار مناسب لنقل المقاتلين والعتاد العسكري
سيارات “البيك أب” أو “النصف نقل” من تويوتا أفضل وسيلة لنقل المقاتلين أو العتاد العسكري بالنسبة لهذه الجماعات، كما يتم استخدامها أيضاً في العروض العسكرية المختلفة، كما تفعل حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ذلك.
5- سعرها المناسب وسهولة الحصول عليها
حول ذلك يقول تقرير موقع The Next Web البريطاني، إنه يمكن شراء 266 من شاحنات تويوتا بتكلفة دبابة واحدة، فضلاً عن كونها أكثر جدارة من الدبابة، وأسهل في الحصول عليها.
وشاحنات تويوتا ليست وسيلة حرب فقط في أفغانستان. إذ يستخدمها أمراء الحرب الصوماليون بالصومال، وغيرها من المناطق التي تنتشر فيها الجماعات المسلحة أو الإرهابية.
6- سهولة تخفِّيها وصعوبة تتبُّعها
باعتبارها شاحنات نصف نقل مدنية، تعتمد العديد من الجماعات المسلحة على سيارات تويوتا في الاستطلاع والمراقبة والتمويه والرصد، وكذلك سهولة التخفي من الخصوم والأعداء بما يتناسب مع بيئة وطبيعة المعركة.
استخدام تويوتا في الحروب ليس وليد اللحظة.. إليكم قصة “حرب التويوتا”
في نهاية الثمانينيات كانت هناك معركة بين ليبيا وتشاد وقد سميت بـ”حرب التويوتا”. وهي آخر مرحلة بالصراع التشادي الليبي في عام 1987 بشمال تشاد والحدود الليبية التشادية. وسُمِّيَت بهذا الاسم بسبب استخدام شاحنات تويوتا في تنقُّل القوات التشادية أثناء قتالها ضد الليبيين.
كما أن العديد من الجماعات الجهادية الأفغانية استخدمتها في نهاية الثمانينيات خلال الغزو السوفييتي، واستخدمت حركة طالبان شاحنات تويوتا بعد إخراج السوفييت في سنوات الحرب الأهلية الأفغانية منتصف التسعينيات.
وتقول تقارير أجنبية إن هذه السيارات كانت النوعَ المفضل أيضاً لزعيم التنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن والمحيطين به، وقد امتلكها مقاتلو التنظيم بشكل كبير.
ماذا تقول شركة تويوتا عن حُب طالبان والجماعات المسلحة لسياراتها؟
في عام 2015، أفادت قناة ABC News الأمريكية بأنَّ مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين طلبوا من شركة تويوتا اليابانية مساعدتهم في تحديد كيف تمكَّن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من الحصول على كل تلك الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي التي ظهرت في الوسائط الدعاية الإرهابية بالعراق وسوريا وليبيا.
وقالت الشركة إنَّ تويوتا لديها “سياسة صارمة بعدم بيع المركبات إلى مشترين محتملين ربما يستخدمونها أو يعدلونها من أجل أنشطة شبه عسكرية أو إرهابية”، لكن من المستحيل تتبُّع المركبات المسروقة وتلك التي تُشترى وتُبَاع عبر وسطاء.
تويوتا تحظر على مشتري “لاند كروزر 2022” إعادة بيعها، لدواعٍ أمنية
لاحقاً، أفادت مجلة Quartz الأمريكية بأنَّ مشتري سيارات تويوتا “لاند كروزر 2022” اضطروا إلى التوقيع على عقد يعِد بعدم إعادة بيع السيارة خلال عام من تاريخ شرائها. وتُعَد هذه السيارة أطول طراز مستمر لدى الشركة، وبدأ طرحها للبيع هذا الشهر (أغسطس/آب).
وأقرَّ بيان جديد من شركة تويوتا بشعبية سيارة لاند كروزر بالخارج، وقال: “نشعر بقلق بشأن تدفق السيارات من اليابان إلى الخارج بصورة فورية بعد طرحها، وكذلك بشأن احتمالية تصديرها إلى مناطق معينة تُطبَّق بها لوائح أمنية”.
ومضت الشركة في بيانها، بالقول إنَّه إذا باع الوكلاء سياراتهم إلى الإرهابيين، يمكن أن تخضع تويوتا لجزاءات قانونية.
والشاحنات ليست الطرازَ الوحيد من تويوتا الذي يحظى بشعبية في الشرق الأوسط. إذ يفيد مقال في موقع stripes الأمريكي بأن نحو 90% من السيارات المُسجَّلة في أفغانستان من طراز تويوتا كورولا. فسيارات تويوتا تُباع بأسعار معقولة، وتقطع مسافات جيدة، ويسهل على السكان المحليين الحصول على قطع غيارها الجديدة.