مجلة ألمانية: إمام أوغلو يتخطى عراقيل أردوغان ويفضح فساد نظامه
ذكرت مجلة “فوكس” الألمانية، السبت، أن عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو ماضٍ في تجاوز العقبات التي وضعها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في طريقه، وكشف عن شبكات فساد النظام ومنتفعيه.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت المجلة: “كافح السياسي المنحدر من حزب الشعب المعارض إمام أوغلو كثيرا من أجل الفوز بمنصب عمدة إسطنبول، وتجاوز العقبات التي وضعها نظام أردوغان في طريقه، بما فيها إعادة الانتخابات في ٢٣ يونيو/حزيران الماضي”.
وتابعت: “وبعد ٥ أشهر في المنصب، بات واضحا أن العمدة النشيط لا يحصل على شيء بسهولة”، موضحة “لا يزال حزب العدالة والتنمية الحاكم يحاول الإبقاء على نفوذه في المدينة، ويضع العقبات في طريق إمام أوغلو”.
وأضافت أن إمام أوغلو يريد إطلاق عدد من مشاريع البنية التحتية في المدينة، وخاصة تلك المتعلقة بتوسيع شبكة المترو، لكنه يحتاج إلى ما يقارب ٣.٥ مليار يورو على مدار عدة سنوات.
وأشارت المجلة الألمانية إلى أن توفير هذه الأموال يعد مهمة شاقة، إذا أخذنا في الحسبان رفض البنوك المملوكة للدولة، بما فيها بنكي (زيرات وفاكيف)، مساعدة بلدية إسطنبول.
المجلة نقلت عن إمام أوغلو قوله: “أبواب بنوك الدولة مغلقة تماما في وجوهنا”.
وتخضع البنوك الحكومية التركية لما يعرف بصندوق الثروة السيادية الخاضع مباشرة لسيطرة أردوغان وصهره وزير المالية برات البيرق.
ولتجاوز عراقيل النظام، لجأت بلدية إسطنبول للقروض الخارجية لتمويل مشاريعها الطموحة، وفق مجلة “فوكس” التي أوضحت أيضا أن أوغلو قام في الأسابيع الماضية برحلة خارجية شملت برلين وباريس ولندن لجمع تمويل مبدئي لمشاريعه.
وأوضحت المجلة أنه على سبيل المثال، وافقت وكالة التنمية الفرنسية على استثمار 86 مليون يورو في مشاريع البنية التحتية في إسطنبول، فضلا عن 110 ملايين يورو من (دويتشه بنك) الألماني.
وسبب نجاح رحلة إمام أوغلو الخارجية إحباطا وانزعاجا كبيرين في أروقة النظام، ما دفع وزير الداخلية سليمان صويلو لوصف عمدة إسطنبول “بالغبي”.
ووفقا لمجلة “فوكس”، فإن أكرم إمام أوغلو نجح أيضا في تفكيك شبكة المحسوبية التي كونها حزب العدالة والتنمية في ٢٥ عاما حكم فيها الأخير إسطنبول.
وأردفت “لسنوات طويلة، كان العدالة والتنمية يفضل رجال أعمال ومؤسسات بعينهم ويعفيهم من الإجراءات القانونية المتعلقة بالمناقصات العامة، ويمنحهم المشاريع بشكل مباشر”.
وتابعت: في المقابل، كانت تلك المؤسسات تدعم الحزب بعدة أشكال، مثل تمويل مؤسساته الإعلامية، وحملاته وأنشطته.. لكن عمدة إسطنبول الجديد أنهى تلك العلاقة، ولم تعد البلدية تمنح حق تنفيذ المشروعات لشركات بعينها أو بالأمر المباشر.
ونقلت المجلة عن إمام أوغلو قوله: “لن يكون هناك امتيازات لمؤسسات بعينها”، متابعا: “من الآن، ستستفيد كل إسطنبول”.
واختتمت المجلة تقريرها قائلة: “يعد إمام أوغلو مرشحا واعدا للرئاسة التركية في الانتخابات المقررة ٢٠٢٣، لكن النظام يحاول عرقلة عمله لتقويض سمعته السياسية قبل حلول موعد الانتخابات.. إلا أن عمدة إسطنبول يبدو مستعدا لذلك، ويجتاز العراقيل بنجاح”.