مشاكسات
بقلم : سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث والمواقف من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، يتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق ..ولكنه فيما نعتقد الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته..أليست مشاكسة”
ردة فعل!!
“ردا على اتهامات وجهها له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لوّح رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داوود أوغلو بكشف أسرار قال إنها ستجعل وجوه الكثيرين تسوَّد.
مشاكسة..لماذا فقط وعندما مُس شخصيا…غضب أوغلو وتحدث عن كشف ممارسات يخجل منها أصحابها؟ وإذا كانت هذه الأفعال مما يُخجل، لماذا صمت عن هذه الممارسات وهو الرجل الثاني في الدولة طوال ذلك الوقت؟ ثم لو لم يتهمه أردوغان بالخيانة السياسية، هل كان سيكشف هذه العلاقات المخجلة التي لها علاقة بالإرهاب وتسْوَدُّ منها وجوه؟ ثم ألا يقلل هذا السلوك من صدقية أوغلو الذي جاء سلوكه كردة فعل وليس موقفا مبدئيا أصيلا، يرتكز على نزاهة فكرية وأخلاقية؟
تسيد فواتير
“أكدت وزارة خارجية تونس تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب السعودية وتأييدها لكّل ما تتّخذه من إجراءات لضمان أمنها واستقرارها وحماية مصالحها ومنشآتها أمام تكرر هذه الاعتداءات التي وصفتها بـ’السافرة'”.
مشاكسة…وزارة خارجية تونس تتضامن مع السعودية ضد الطائرات المسيرة وصواريخ الحوثيين..هذا من حق تونس، لكن ألم تسمع تونس أو تقرأ عن القصف السعودي الإماراتي المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات لكل شيء في اليمن؟ ألم تقرأ تونس أن منظمات حقوقية تابعة للأمم المتحدة اتهمت التحالف السعودي بارتكاب جرائم حرب في اليمن؟ ثم من الذي يحاصر ويجوِّع ويعتدي على اليمنيين، أليست السعودية والإمارات؟ أليست عاصفة الحزم التي قررها بن سلمان هي عدوان صارخ مع سبق الإصرار، حرم ملايين اليمنيين من الحياة لأكثر من أربع سنوات؟ ثم ماذا تسمي خارجية تونس الحصار البحري والجوي ونقص الغذاء والدواء، أليس هذا هو العدوان الأساس ،وهو إرهاب تمارسه السعودية والإمارات؟ ألا يعتبر تصرف الحوثيين والجيش اليمني المتحالف معهم رد فعل على العدوان، ودفاع مشروع عن النفس؟ هل هذا الموقف التونسي يأتي في إطار تسديد الفواتير الواجب للدعم المالي السعودي لها، حتى لو كان ضد القيم والقانون والأخلاق؟
تسْليع رئيس!
“اعترف البشير بحصوله على 25 مليون دولار من ولي عهد السعودية، وأنه حصل على 65 مليون دولار من الملك عبد الله على مرتين”
مشاكسة…أليس من المعيب ويحط من الكرامة ليس للشخص ولكن للدولة والشعب، أن يتلقى رئيس دولة الصدقات من أمراء وملوك وبشكل شخصي وخارج السياقات القانونية المتعارف عليها؟ ثم هل منح هذه الأموال هكذا مجانا هو لله ومحبه في البشير؟ أم أن المطلوب مقابلها ثمن سياسي؟ ثم هل يمكن لهذا الرئيس أن يكون مستقلا وحرا وندا في علاقاته مع هذه الدول، وهو محمل بهذه الملايين التي استلمها من تحت الطاولة، وبشكل شخصي؟