مصدر بالرئاسة التونسية يكشف سبب إقالة وزيري الدفاع والخارجية
علق مصدر من رئاسة الجمهورية التونسية، على قرار إعفاء وزيري الدفاع الوطني والخارجية وكاتب الدولة للشؤون الخارجية.
وقال المصدر في تصريح لإذاعة موزاييك المحلية، إن التعديل الحكومي جاء انطلاقا من الشعور بالمسؤولية وتغليبا للمصلحة الوطنية وبعد محاولات مضنية لرأب الصّدع وتقريب وجهات النظر دون جدوى.
وأضاف أن التعديل الوزاري كان ضروريا حتى لا تستمر الأوضاع على ما هي عليه منذ أشهر، مع ما يمثّله استمرارها من خطر على السير العادي لدواليب الدولة “فالدولة التونسية واحدة ولا مجال لمراكز القوى داخل أجهزتها ومرافقها”، حسب تعبيره.
وأعلنت رئاسة الحكومة التونسية المنتهية عهدتها اليوم الثلاثاء، إقالة وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي، ووزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي.
وقالت رئاسة الحكومة التي يقودها يوسف الشاهد في بيان إنه “بعد التشاور مع رئيس الجمهورية قيس سعيد وعملا بأحكام الفصل 92 و89 من الدستور، تعلم رئاسة الحكومة أنه تقرر إعفاء وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي من مهامه ويتولي كريم الجموسي وزير العدل الحالي مهام وزارة الدفاع الوطني بالنيابة”.
وأضافت أنه تم أيضا “إعفاء وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي من مهامه وتكليف صبري باشطبجي، كاتب الدولة بوزارة الشؤون الخارجية، بتسيير شؤون الوزارة طبقا لما تقتضيه النصوص القانونية الجاري بها العمل”. كما شملت الإقالة أيضا كاتب الدولة للديبلوماسية الاقتصادية حاتم الفرجاني.
واتسمت علاقة وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي الذي كان ينافس سعيّد في الدور الأول للانتخابات الرئاسية، برئيس الحكومة يوسف الشاهد بالنفور بعد وفاة الرئيس السابق الباجي قائد السبسي.
يذكر أن الزبيدي كان قد قدم استقالته في السابق لرئيس الجمهورية بالنيابة محمد الناصر بدلا عن رئيس الحكومة خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية ثم عاد إلى مباشرة مهامه في وزارة الدفاع إلى أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة.
وقاطع الزبيدي عددا من المجالس الوزارية منذ مدة في خطوة قال مراقبون أنها تعكس عدم رغبته في لقاء الشاهد ورفض التعاون مع حكومته التي لايزال ينتمي إليها.
ورجحت مصادر تونسية مطلعة لموقع “ميدل إيست أونلاين”، أن تكون إقالة وزيري الدفاع والخارجية لها علاقة بزيارة وفد شبابي إلى إسرائيل لم يتم الإعلان عنها، حيث كشف الإعلامي التونسي برهان بسيس مؤخرا تفاصيل زيارة تقودها نائبة بالبرلمان البلجيكي ذات أصول تونسية لوفد تونسي من الشباب.
وحول تفاصيل الزيارة كتب بسيس على فيسبوك أن “الوفد الشبابي التونسي متكون من عشرين بين شاب وشابة… وصلوا مطار بن غوريون.. اليوم (الأحد) على الساعة السابعة مساء بتوقيت القدس.. لحضور ملتقى الحوار الشبابي المتوسطي الممول من طرف الاتحاد الأوربي”.
وأضاف “اتصالات بين بعض المحامين الدوليين المسخرين من الاتحاد الأوربي وبعض عائلات هؤلاء الشباب التونسيين الغير مطمئنين لأي إمكانات لتداعيات سلبية لزيارة أبناءهم لإسرائيل”.
وردا على تلك الأخبار التي تم تداولها بكثافة على فيسبوك وتويتر مع صور توثق فعلا الزيارة، نفت وزارة الخارجية التونسية الخبر.
وكشف بسيس في تدويناته أن السفارة الألمانية بتونس هي من قامت بتنسيق عملية إسناد تأشيرات دخول الوفد إلى إسرائيل، لكن السفارة نفت ذلك.
ورغم أن البيان أصدرته رئاسة الحكومة، يعني يبدو رسميا أنه قرار من يوسف الشاهد إلا أن وزارتي الدفاع والخارجية من صلاحيات رئيس الجمهورية الذي يتولى حسب الدستور التونسي الجديد تمثيل الدولة وضبط السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي بالتشاور مع رئيس الحكومة.
ويرى مراقبون بحسب “ميدل إيست أونلاين” للشأن التونسي أن الإقالة لم تكن ستمر لولا موافقة الرئيس ورئيس الوزراء معا وهو ما يكشف تفاهما وانسجاما بين الشاهد وسعيّد قد يتبعه تحالف بينهما في المستقبل خصوصا أن الحزب الذي يترأسه الشاهد (تحيا تونس) فاز بـ13 مقعدا في البرلمان.