موقع بريطاني: السعودية تريد “التقرب” من إسرائيل بقمع الفلسطينيين
استئناف محاكمة معتقلين بسبب علاقتهم بحماس..
تستعد السعودية لإجراء محاكمة جماعية، هذا الأسبوع، لمجموعة من الفلسطينيين المعتقلين في سجون المملكة، لصلتهم بحركة حماس، وسط مخاوف جماعات حقوقية دقت ناقوس الخطر بشأن مصير عشرات الفلسطينيين، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
كانت السعودية اعتقلت عشرات الفلسطينيين المقيمين في المملكة، منذ فبراير/شباط 2019، ومنهم رجال أعمال وأكاديميون وطلاب. وأفاد “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، ومقره جنيف، أن نحو 60 فلسطينياً اعتقلتهم المملكة منذ ذلك الحين، في حين يقدر آخرون أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
اعتقال الفلسطينيين وتوطيد العلاقة بإسرائيل: قالت مصادر في قطاع غزة المحاصر، لموقع Middle East Eye البريطاني، إنهم يعتقدون أن الحملة القمعية الحالية مرتبطة بإجراءات توطيد العلاقات الجارية حالياً بين إسرائيل والرياض، وأنها من المتوقع أن تتوسع لاستهداف جميع الفلسطينيين الناشطين سياسياً في المملكة.
كما قال مصدر مسؤول في حركة حماس لموقع Middle East Eye، في وقت سابق من هذا العام، إن غالبية المعتقلين هم من أعضاء حماس المقيمين في الدولة الخليجية منذ عقود، متهماً السعودية بـ”استهداف كل من له صلة بالمقاومة” ضد الاحتلال الإسرائيلي.
بينما أشار معتصم دلول، وهو صحفي فلسطيني مقيم في غزة ومتخصص في العلاقات الفلسطينية السعودية، لموقع MEE، أنه لا حماس ولا عائلات المعتقلين تلقوا قدراً مناسباً من المعلومات عن مصير المسجونين.
كما قال دلول إن هذه الاعتقالات هي نتيجة تقرُّب السعودية من إسرائيل، في البداية اعتقلوا أعضاء في حركة حماس، لكنهم الآن يعتقلون أي فلسطيني بغض النظر عن انتمائه السياسي، إذا كان ناشطاً لصالح فلسطين داخل المملكة.
الصحفي الفلسطيني أوضح أن الحرب كانت في البداية على حماس، والآن أصبحت حرباً على حماس وفتح، التي تمتعت بعلاقات جيدة مع السعودية لسنوات طويلة.
تُهم مجهولة: في السياق ذاته حذرت منظمة العفو الدولية، يوم الأحد 4 أكتوبر/تشرين الأول، من أن مجموعةً من 68 فلسطينياً يواجهون جلسة محاكمة ثانية أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية، فيما لم يُعلن حتى الآن عن التهم الموجهة ضدهم.
يأتي من بين الأشخاص الذين يخضعون للمحاكمة الطبيب الفلسطيني محمد صالح الخضري، البالغ من العمر 82 عاماً، وهو قيادي مخضرم في حركة حماس، وكان مسؤولاً عن تنسيق العلاقات مع السعودية لما يزيد على عقدين، وابنه هاني.
لطالما كان الخضري على علاقة بالعائلة المالكة السعودية والأجهزة الأمنية، وكان قناة محادثاتهم غير المباشرة مع حماس، قبل أن يُعتقل في أبريل/نيسان 2019.
كما تقول منظمة العفو الدولية إن عائلة الخضري لم يُسمح لها بالاتصال بمحامٍ أثناء الاحتجاز، ودعت المنظمة العاهل السعودي الملك سلمان إلى إطلاق سراح وسيط حركة حماس في السعودية.
خنق الفلسطينيين مادياً: أوضح دلول أن الخضري لم يعد الممثل الرسمي لحركة حماس منذ عام 2011، وسط تشديد للوائح السعودية بشأن حملات جمع التبرعات لفلسطين، والتي بدأت منذ الانتفاضة الثانية، بعد اتهامات أمريكية بأن بعض هذه التبرعات تندرج تحت مستوى أعمال “تمويل للإرهاب”.
كما قال الصحفي الفلسطيني إن خنق الموارد المالية كالتبرعات بدأ منذ ما يقرب من 20 عاماً، وبعد ثورات الربيع العربي، في عام 2011، أصبح من المستحيل جمع التبرعات لفلسطين في المملكة.
تشير التطورات الأخيرة إلى تفاقم سوء العلاقة بين المملكة والفصيل المتمركز في غزة، منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الداعم القوي لإسرائيل، وصعود محمد بن سلمان إلى ولاية عهد السعودية.
من جانبها، دعت حماس في سبتمبر/أيلول 2019، الملك سلمان إلى الإفراج عن الخضري لأسباب إنسانية، في إشارة إلى تدهور صحته في السجن بسبب الشيخوخة والسرطان.
كما حذّرت منظمة العفو الدولية مؤخراً من أن الخضري معرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا أثناء وجوده في السجن، مثله مثل المعتقلين الفلسطينيين الآخرين.