نتنياهو يكشف تفاصيل علاقة سرية من خلف الستار مع ملك الأردن.. وهذه الرسالة بعثها لمرسي قبل انقلاب السيسي
في تصريحات أثارت جدلا واسعا أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”، أن حكومته “تساعد الملك الأردني عبدالله الثاني بطرق سرية خاصة ليس من الأهمية أن تقدم تفاصيلها اليوم”.
وقال “نتنياهو”، في كلمة ألقاها بالكنيست خلال مشاركته في احتفال بمرور 25 عاما على توقيع اتفاق السلام مع الأردن، إن حكومته “تقدم مساعدة للسلطات الأردنية في عدم تمكين الجهات الراديكالية من الوصول إلى الحكم، والسيطرة على مناطقها الجغرافية”، موضحا أن (إسرائيل) “لديها مصلحة قوية بالحفاظ على استقرار الأردن، لأن المحافظة على السلام معه مصلحة إسرائيلية وللنظام هناك”، وفقا لما نقلته صحيفة معاريف العبرية.
وأضاف: “التوصل إلى سلام مع الأنظمة الدكتاتورية ليس أمرا سهلا، ولذلك يجب قبل التوصل إليه معها العمل على ردع هذه الأنظمة، في حين أن توقيع اتفاق السلام مع الأنظمة الديمقراطية يبدو أكثر سهولة”.
وأوضح أن “الفكرة الأساسية للدول الديمقراطية هي عدم تفضيل خيار الحروب، في حين أن الأنظمة غير الديمقراطية تسعى لتفعيل القوة العسكرية على جيرانها، ما يجعل السلام معها أمرا ليس بسيطا، أو في متناول اليد، ويتطلب من إسرائيل في البداية ردع هذه الأنظمة، ثم التوصل إلى سلام معها، وفي حال لم تتوفر لـ (إسرائيل) القدرة عاجلا أم آجلا، فإن هذا السلام سيتحطم”.
وأشار إلى أن “التوصل إلى سلام إسرائيلي مع الدول العربية جاء عقب توصل الأخيرة لقناعة أن (إسرائيل) دولة قادرة على ردعها، وبدون ذلك فلم يكن لنا فرصة أن نتقدم في السلام معها، حتى لو لم يتم الإعلان عن ذلك صراحة وعلانية”.
وتابع: “بجانب التعاون الأمني، فقد أقمنا قنوات تجارية واستخبارية ومجالات أخرى مع الأردن ومصر، مما يعني أن السلام في مضمونه قام مع هاتين الدولتين على الأمن بالدرجة الأولى، والردع المستمر والمتواصل، وحين ألتقي مع الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) وملك الأردن (عبد الله الثاني) أبلغهم أنني كنت هنا قبل توقيع اتفاق السلام”.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هناك تعاونا ثنائيا مع مصر والأردن في مجال المياه، مضيفا: “لدي مشروع بربط قطار السكة الحديد من حيفا وصولا إلى السعودية، وهذا أحد أشكال التعاون الإقليمي، رغم أن النواحي البيروقراطية عند جيراننا تبدو أكثر تعقيدا، لكنها لدينا متاحة أكثر، وهناك توجه لافتتاح مشاريع بنية تحتية إقليمية تساعد على تقوية علاقتنا مع الأردن، رغم تعثر بعض المشاريع المشتركة بسبب القضية الفلسطينية”.
وزعم أن “القوى الإسلامية في الأردن ومصر قوية جدا، وحين يصلون الى السلطة، فإن هذه الصورة من العلاقات بيننا ستنقلب رأسا على عقب على الفور، لأنه حين وصل الرئيس المصري السابق محمد مرسي إلى الحكم كانت أول خطوة قام بها إدخال دبابات ومدرعات إلى سيناء، مما شكل خرقا لاتفاق السلام مع مصر، وحينها أرسلت له بضرورة سحب قواته خلال 7 أيام، وإلا فإنني سأخاطب الكونجرس لتخفيض المساعدات الأمريكية إلى مصر، ما دفعه لسحب قواته”، على حد زعمه.
وأشار إلى أنه “كلما بقيت إسرائيل تتمتع بفائض القوة لديها، فإن هذه الدول العربية ستبقى على علاقاتها معنا، حتى أن أحدا مثل (مرسي) اضطر للإبقاء على اتفاق السلام بسبب هذه القوة العسكرية والسياسية الإسرائيلية الفائقة”.
وختم بالقول: “بتنا نرى تغيرا إيجابيا في توجهات الرأي العام العربي تجاه إسرائيل خلال العقد الأخير، وهذا أمر لا يصدق، مع قناعتنا أن المسجد الأقصى سيبقى هو الصاعق المتفجر في كل الشرق الأوسط، وهناك في الأردن من يضخم هذا الأمر، أما بالنسبة للفلسطينيين فإني أؤمن بالتوصل لسلام معهم نابع من القوة الواضحة غير القابلة لزعزعة استقرار إسرائيل”.