“نحو تجديد الليبرالية”.. جديد رشا ماهر البدري

ووفق مقدمة المؤلفة فإن الكتاب يناقش ويحلل ويفسر العدالة التطبيقية في صورتها كإنصاف، والجدل القائم بين محورية العدالة كتصور سياسي وأخلاقي يسعى نحو التحقق الواقعي، وإعادة التفكير في الحس الإنساني المشترك، والعقل العام، وكيفية تكوين قوانين ومبادئ مرنة للشعوب كافة، تنشأ على قاعدتي المساواة والاحترام المتبادل، وتلبي الحفاظ على الهويات والحريات والتنوع الثقافي والتعايش المشترك في آن.

يتكون الكتاب من خمسة فصول، تبدأ في فصله الأول بتناول العدالة في فلسفة الحداثة من لوك ومونتسكيو، ورسو، وكانط إلى الليبرالية والاشتراكية والنفعية كركائز أساسية، ومدى اعتماد جون رولز عليها كبنية أساسية ثم تجاوزه لسياقها في نقاط عدة “البنية الأساسية”. والثاني يتناول أسس العدالة لدى رولز ومحورية كل أساس على حده من العدالة كخير عام إلى العدالة السياسية كبنية جوهرية للتأسيس والتطبيق معا “العدالة إنصافا”. والثالث يتناول تنقيح العدالة وتنقيتها من اليوتيوبيا المثالية وتقديم يوتوبيا ولكنها واقعية تعتمد على تفصيلات تطبيقية لما أسماه قانون الشعوب لا الدول.

كذلك يتناول الحق في شن الحروب وطبيعة السلوك فيها تطبيق العدالة السياسية. والرابع: عن حس العدالة والوعي الأخلاقي، حيث يطرح رؤية رولز عن الفلسفة الأخلاقية عبر توضيح الاختلاف بين فلسفة الأخلاق الكلاسيكية والحديثة، وأهمية دور التشاور العقلاني العادل، كذلك يطرح تكثيف أهمية البنائية الأخلاقية وما تتضمنه من الحرية والاستحقاق العادل، ثم العلاقة بين الحياة الأخلاقية والفلسفة الليبرالية “تطبيق العدالة الأخلاقية”. والخامس: يتناول حدود العدالة وفضاءاتها: رؤى نقدية” فهو أولا عن العدالة والفعل التواصلي كبديل ورؤية مغايرة وجهت من هابرماس لفكرة الوضع الأصلي وأسس العدالة المنصفة ككل، ثم ثانيا التفرقة بين العدالة المتجانسة والمتمثلة في الملكيات الموجهة للتوزيع، واللامتجانسة المتمثلة في الصحة والتربية والأمن والمواطنة من قبل مايكل والز، وثالثا مثالية العدالة وانصافا وعدم حياديتها، وأخيرا رؤية مايكل ساندل للعدالة لدى رولز في سماتها العاطفية القائمة على في حقيقيتها على أساس الترابط القوي بين الناس، وكيف أن هذا يعد اتجاها بنائيا ضعيفا للغاية في تحقيق أهداف مفهوم رولز عن العدالة، وكيفية رد رولز وتفنيده لكل ذلك “نقد مكثف لأبعاد العدالة انصافا والرد عليه” وفي نهاية المطاف خاتمة تسعى لبلورة نتائج حوار العدالة التطبيقية.