نظام التبريد “عامل خطير” لنشر كورونا.. حقائق صادمة كشفها تحقيق ألماني عن تفشي الوباء

خلصت دراسة أجراها علماء ألمان في مصنع لتجهيز اللحوم، أن أنظمة تبريد الهواء المستخدمة في مجازر اللحوم، قد تكون أحد العوامل المسبِّبة لتفشي وباء فيروس كورونا، وذلك بعد أن سجل أحد هذه المصانع عشرات الإصابات بالفيروس، هذا الأسبوع، اتخذت على أثره الحكومة الألمانية قراراً بإعادة الحجر الصحي على منطقة بأكملها.

وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 26 يونيو/حزيران 2020، فإن هذه الدراسة أثبتت أن نظام تنقية الهواء الذي يوجد في المصنع، يعتبر عاملاً خطيراً في نقل الوباء، ساهم في انتشار قطرات رذاذ محمَّلة بالفيروس.

عواقب وخيمة: مارتن إكسنر، وهو خبير النظافة والصحة العامة بجامعة بون، قضى يومين في تحليل مصنع Tönnies بمدينة غوترسلوه، الواقعة في غرب ألمانيا، أُعيد إغلاقه هذا الأسبوع؛ بعد إصابة نحو 1500 موظف بفيروس كورونا.

إكسنر قال في ندوة صحفية عقدها بالمناسبة، إن المنطقة الموجودة بالمصنع والمخصصة لذبح الحيوانات، وتفريغ بطنها وتقطيعها إلى أجزاء، يجري إبقاء درجة حرارتها عند ما بين 6 و10 درجات مئوية.

للوصول إلى درجة الحرارة تلك، يُعيد نظام التبريد تدوير الهواء غير المصفَّى نفسه، وهو ما يبقي الرذاذ في حالة حركة مستمرة، وفقاً لإكسنر. ووجد تحليله أن مرشحاً للهواء جرى تركيبه في نظام التبريد، لم يكن قادراً على منع انتشار الفيروس، بل إنه ساهم في انتشار قطرات رذاذ محمَّلة بالفيروس.

أوضح مارتن أن النتائج ستكون لها “عواقب وخيمة” على المجازر الأخرى أيضاً. إذ كانت هي الأخرى في قلب بؤر تفشي فيروس كورونا بأمريكا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وأستراليا، والبرازيل، ومناطق ألمانية أخرى.

يُذكر أن نحو 640 ألف شخص في مقاطعتين مجاورَتين للمجزر تأثروا بتدابير “الإغلاق المخفف” التي فُرضت مؤخراً. فقد أُغلقت المدارس ودور الحضانة، واضطرت الحانات ودور السينما والصالات الرياضية إلى إغلاق أبوابها. وطُلب أيضاً من نحو 7 آلاف موظف يعملون في المجازر، حجر أنفسهم ذاتياً بالمنازل.

جدل في ألمانيا: وأُعيد فرض “حظر التواصل”، الذي يلزم ألا يلتقي أكثر من اثنين من عائلتين مختلفتين في اللقاء الواحد، في حين يُنصح السكان المحليون بالبقاء في منازلهم تزامناً مع بداية العطلة الصيفية، التي تبدأ في المقاطعة اعتباراً من يوم الإثنين 29 يونيو/حزيران.

قالت ثلاث ولايات في شمال ألمانيا، وهي: ساكسونيا السفلى، وشليزفيغ هولشتاين، ومكلنبورغ فوربومرن، إن السياح الآتين من المناطق المتضررة لن يُسمح لهم بقضاء العطلة في مقاطعاتها، مع إصدار تعليمات للفنادق وموفّري المنازل الصيفية بإلغاء الحجوزات إذا لزم الأمر.

في الوقت ذاته، فرضت النمسا حظراً على السفر غير الضروري من وإلى ولاية شمال الراين-ويستفاليا.

من جهته، حذَّر أرمين لاشيت، رئيس الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في ألمانيا، من إهانة الناس الموجودين بالمنطقة المتضررة من الإغلاق الثاني.

قال لاشيت، وهو أحد المرشحين الرسميين الثلاثة الذين يتنافسون على قيادة الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي سبق أن ترأسته أنجيلا ميركل: “الأمر الوحيد الذي لن نسمح به هو وصم سكان مقاطعة غوترسلوه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى