نقابة نيجيرية تعلق إضرابا يستهدف صادرات النفط

دعت نقابة لصناعة النفط في نيجيريا إلى إلغاء خطط تنظيم إضراب كان يهدد صادرات النفط الخام للبلاد، بعدما أطلقت السلطات سراح عمال متهمين بانتهاك قواعد تهدف إلى الحد من تفشي فيروس كورونا.

وذكرت وكالة أنباء بلومبرج أن الجمعية النيجيرية لكبار موظفي البترول والغاز الطبيعي علقت الإضراب قبل ساعات من بدئه منتصف ليل الأحد/ الإثنين.

وكانت النقابة المعروفة باسم “بينجسان” تخطط لتعليق عمليات تشغيل كل منشآت تصدير الخام احتجاجا على اعتقال 21 عاملا تابعا لشركة إكسون موبيل كورب من جانب السلطات في ولاية ريفرز، حسبما ذكرت في بيان عبر البريد الكتروني.

وقالت النقابة إن السلطات اتهمت في البداية العمال بانتهاك القيود على حركتهم. غير أن العمال تم الإفراج عنهم اليوم الأحد، وتراجعت “بينجسان” عن تهديدها، وفقا لتصريحات مسؤول بالنقابة بالهاتف لوكالة بلومبرج في وقت لاحق من اليوم.

ولطالما تعرضت نيجيريا، العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، لحالات تعطل للإنتاج والتصدير لخام النفط بسبب اضطرابات في منطقتها الواقعة في الجنوب الشرقي. وتمثل “بينجسان” الموظفين الإداريين بقطاع النفط في نيجيريا.

وتعاني نيجيريا من أزمات اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط، وهو ما أكده ميلي كياري رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للبترول في نيجيريا، منتصف الشهر الجاري، لافتا إلى أن حكومة بلاده قررت تعليق دعم المواد البترولية حتى إشعار آخر بسبب التراجع الحالي في أسعار النفط.

وأشار إلى أن متوسط الدعم السنوي للمنتجات البترولية يصل إلى 500 مليون دولار، مضيفا أن النيجيريين سيدفعون سعرا أعلى للتر البنزين في محطات الوقود.

وأضاف أن الحكومة النيجيرية بالكاد تحصل موارد لملء خزانة الدولة منذ بداية أزمة انخفاض أسعار النفط، موضحا أن السعر التجاري لبرميل النفط يصل إلى 25 دولارا أو أعلى قليلا، بينما حددت الحكومة في موازنتها العامة متوسط سعر برميل النفط بـ57 دولارا.

وأوضح أنه لهذا السبب تواجه نيجيريا صعوبات كبرى في بيع نفطها ومخاطر هذا الوضع على الاقتصاد مرشحة للتصاعد خلال الأسابيع المقبلة، وعلى الرغم من هذه الأزمة لم يخفض أكبر منتج للنفط في قارة أفريقيا معدلات إنتاجه.

 وبلغت كمية الإنتاج اليومي التي جرى استخراجها من حقول النفط حتى 5 أبريل/نيسان الجاري 2.3 مليون برميل يوميا.

وتابع كياري: “لم نر أسعار النفط تنخفض لأقل من 20 دولارا للبرميل كما حدث الأسابيع الماضية.. لذلك فإنني على يقين من أن أسعار النفط ستستعيد توازنها”.

وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط وشركائها “أوبك+” قد عقدت اجتماعا الأسبوع الماضي عبر “الفيديو كونفرانس” وانتهى الاجتماع بالاتفاق على خفض الإنتاج اليومي بـ9.7 مليون برميل بحلول مايو/أيار المقبل.

وتوقعت “أوبك”، انكماش الطلب العالمي على النفط الخام بمقدار 6.9 مليون برميل يوميا خلال 2020، مدفوعا بتراجع الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا.

ونفذت أغلب دول العالم إجراءات وقائية صارمة لمنع تفشي الفيروس، شملت فرض قيود على حركة التنقل الجوي والبري، وتجميد عجلة الاقتصاد في عديد القطاعات.

وقدرت المنظمة في تقريرها أن يشهد أبريل/ نيسان الجاري أسوأ انكماش بمقدار 20 مليون برميل يوميا، وهو أسوأ انكماش من حيث الحجم في تاريخ الصناعة النفطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى