هآرتس تفتح الصندوق الأسود للسيسي وحقيقة أمه اليهودية
علقت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الجمعة، على المظاهرات والاحتجاجات التي يشهدها الشارع المصري، ضد رئيس نظامه عبد الفتاح السيسي، تزامناً مع اتهامات الفساد التي طالته وطالت الجيش خلال الفترة الأخيرة بعد كشف المقاول والفنان المصري محمد علي الصندوق الأسود لهذا النظام.
وقالت صحيفة “هآرتس” في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل إن “السيسي لا يخشى من انقلاب سياسي، وسيطرته على الجيش قوية”، مشيرة إلى تعليق السيسي على مظاهرات الأسبوع الماضي، والتي وبخ خلالها المحتجين، قائلا: “أنتم لا تخافون على جيشكم ولا تقلقون من أن الضباط الصغار سيصدمون من أنهم يقولون عن قادتهم بأنهم أشخاص غير جيدين، وأنتم لا تعرفون الجيش، الجيش هو مؤسسة مغلقة”.
وذكرت الصحيفة أن “مستشاري السيسي توسلوا إليها بأن لا يرد علنا على الاتهامات بالفساد والتي وجهها رجل الأعمال المصري محمد علي عبر سلسلة مقاطع فيديو نشرها في يوتيوب وتويتر”، منوهة إلى أن الثقة التي تحدث عنها السيسي لم تسكر السبت الماضي، عندما خرج الآلاف إلى شوارع القاهرة والإسكندرية والسويس ومدن أخرى مطالبين بعزل الرئيس.
مشهد استثنائي
وأكدت الصحيفة أن “الشرخ بين السيسي والشعب بدأ بعد وقت قصير من تسلمه للحكم في تموز 2013، حينما بدأ تنفيذ سياسة القبضة الحديدية ضد خصومه السياسيين”، موضحة أن “صراعه لم يوجهه فقط ضد الإخوان المسلمين، إنما طال أكاديميين وصحفيين ونشطاء أحزاب ومنظمات حقوقية وفنانين وطلبة”. حسب ترجمة “عربي 21”.
واعتبرت الصحيفة أن “مشهد المظاهرات الأخيرة كان استثنائي جدا في كل فترة ولاية السيسي، وطرح تقديرات وتخمينات بالنسبة لاستقرار نظامه وحتى استمرار حكمه”، مستدركة بقولها: “خلافا لمبارك الذ علاقته مع الجيش عانت من ارتفاع وهبوط، يبدو أن السيسي تربطه علاقة وطيدة مع الجيش ووزير الدفاع محمد زكي”.
وتابعت: “إلا أنه مؤخران نشرت تقارير تفيد بأنه حدث بين السيسي وزكي خلاف في الرأي، يمكن أن يؤدي إلى عزل زكي، كجزء من تعزيز رص الصفوف الذي ينوي السيسي إجراءه في الحكومة”، معتقدة أن “اتهامات الفساد الأخيرة التي طالت الجيش، ستساهم في هز القيادة العسكرية وإجراء تغييرات فيها”.
وقالت “هآرتس” إن “الشخص المسؤول عن الكوادر العسكرية والسياسية هو رئيس المخابرات عباس كامل، المعروف في إسرائيل باعتباره الشخص الذي يدير من قبل السيسي الاتصالات مع حماس والجهاد، ويحاول التأثير على السيسي لعزل رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، بسبب فشله الإداري، الذي يضر بخطة الإصلاحات التي يحاول السيسي تنفيذها”.
وأكدت الصحيفة أن “المظاهرات الأخيرة وضعت السيسي في وضع محرج جدا، سواء بسبب أنهم أبرزوا الحرب ضد الفساد العسكري أو بسبب أنهم عرضوا السيسي كمن لا يعرف ما الذي يحدث في الجيش”، متوقعة أن تقود المظاهرات إلى تغييرات بعيدة المدى في القيادة العليا، من أجل إظهار السيطرة وتهدئة غضب الجمهور.
الظروف تتطور
وبحسب “هآرتس”، فإن السيسي لا يجب عليه الخوف من الانقلاب السياسي، لأن معظم أعضاء مجلس الشعب هم أعضاء في الحزب الحاكم، أو مرتبطين به بالتزام ائتلافي، تم التوصل إليه بالتمويل والضغط، واصفة البرلمان بأنه “أخرس، ويتجند لتمرير كل تشريع يقترحه السيسي”.
وتطرقت الصحيفة الإسرائيلية إلى “الوثائق التي تحدثت عن والدة السيسي وأنها يهودية مغربية، وهذا هو سبب العلاقة الوطيدة التي يقيمها مع إسرائيل”، مشيرة إلى أن “النوادر الشيقة التي ترافق المواجهات الكلامية بين السيسي ومقربيه وبين معارضيه، لا يمكن أن تغطي السخونة التي يمكن أن تصل إلى درجة الغليان”.
وختم الصحيفة بقولها إنه “يتوقع أن تجري مظاهرات في القاهرة، لكن النظام سبق وملأ الشوارع بقوات الشرطة، وذكر المواطنين بالقانون الذي يمنع إجراء المظاهرات”، منوهة إلى أنه “لزيادة الأمان يشوش على وسائل الاتصال في الانترنت ويواصل اعتقال النشطاء”.
وشككت أن “تشهد مصر قريبا مظاهرات مثل مظاهرات كانون الثاني/ يناير 2011″، مشددة في الوقت ذاته على أن “الظروف آخذة في أن تكون مشابهة للظروف التي سادت في نهاية عهد مبارك”.