وفاة مارينا صلاح تدمي القلوب.. القصة الكاملة لضحية الإهمال الطبي (صور)

سادت حالة من الحزن بين المصريين بعد واقعة وفاة مارينا صلاح أثناء إجرائها أشعة على عينها داخل أحد المستشفيات الخاصة بسبب الإهمال الطبي.

وتصدر اسم الضحية، الأم لطفل رضيع، قائمة الأكثر بحثا على محرك البحث “جوجل” بعد إعلان زوجها تفاصيل الواقعة بعد بحث كثيرين عن تفاصيل المأساة التي طالت سيدة شابة كانت تعاني فقط من احمرار في أحد عينيها.

وأخلى المستشفى مسؤوليته عن وفاة الشابة بدعوى أنه لا يتم إجراء أي اختبار حساسية لمادة الفلورسين كما هو المتعارف عليه عالمياً حسب القواعد الطبية الإرشادية الطبية عالمياً.

محامي الضحية يكشف تفاصيل الواقعة

وقال جلال، في تصريحات لمواقع محلية، إن زوج مارينا اتصل به يوم الأحد الساعة 2 ونصف ظهرا، وقال له “الحقني مارينا بتموت”.

وتابع: “دخلوني وقالولي هي كويسة ومعرفتش أوصل لحاجة أو أفهم حاجة منهم، خرجت لجوزها رامز، حكالي إن مارينا دخلت تكشف على عينها لأن كان عندها احمرار شديد، وطلبت الدكتورة أشعة صبغة، وتم عمل الأشعة لها دون تحاليل مسبقة أو اختبار”.

وأكمل: “حصل لمارينا مضاعفات من الدقائق الأولى، خرجت قالت لجوزها الحقنى أنا بموت، جوزها رامز فضل يطلب المساعدة ويصرخ وحصل هرج ومرج فى المستشفى”.

وأوضح محامي مارينا: “الحالة ساءت لأن المضاعفات كانت بتحصل بسرعة، ورامز جوزها شد الدكتور وقاله اجري بسرعة شوف مارينا فيها ايه، دخل يحاول ينقذها لكن كان الوقت عدى، معرفوش ينقذوها القلب وقف وأجهزة الجسم كلها وقفت”.

وأضاف: “كمان ماكنش فيه رعاية مركزة في المستشفى وده اللي أدي لوفاتها، قالوا هينقلوها مستشفى تانية، وفضلت في العناية يوم والدكاترة قالوا الوضع صعب وفعلا توفيت، بعده توجهنا لقسم النزهة عملنا بلاغا في مستشفى العيون، وكانت كل الجهات متعاونة معانا”.

أقام أقارب مارينا سرادق عزاء خاصا بالضحية داخل قرية قلوصنا التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا جنوب القاهرة، حيث يوجد منزل الشابة الراحلة.

وقال الدكتور باهر وديع إن مارينا تبلغ من العمر 27 عاما، ولديها طفل يُدعى آدم بعمر سنة ونصف، وإنها لفظت أنفاسها الأخيرة بسبب خطأ طبي تعرضت له أثناء توقيع الكشف الطبي عليها بمستشفى خاص للعيون.

وحكى وديع، لأحد المواقع المصرية، أن مارينا ذهبت وزوجها إلى مستشفى خاص بالعيون داخل القاهرة بعد أن شعرت بألم، وبسبب إجراء أشعة صبغة دون إجراء تحليل حساسية لها بسبب الحقن بمادة يتم حقنها للمرضى الذين يتم إجراء تصوير قاع عين بالصبغ، توفيت إكلينيكا، ثم تم نقلها إلى مستشفى آخر تتوفر فيه عناية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

أول تعليق من المستشفى

وقال المستشفى إن “مارينا” حضرت يوم السبت 7 مايو الجاري، تعاني من شكوى بالعينين، وتم إجراء الفحص الطبي المفصل لأجهزة الجسم بواسطة الاستشاري المتخصص في الالتهاب القزحي والتشخيص بالالتهاب القزحي المناعي، وتم وصف القطرات المناسبة لعلاج الأعراض، وطلب الفحوصات اللازمة لبحث مدى تأثر الشبكية بالالتهاب وهو “فحص أشعة الفلورسين للشبكية”.

وأضاف أن المريضة جاءت لإجراء هذا الفحص في اليوم التالي، 8 مايو، وتم اتباع الإجراءات الروتينية الطبية لتجهيز المريضة، والتي تمثلت في توجيه أسئلة للمريضة عن وجود تاريخ مرضي سابق لأي حساسية تجاه (الأكل – الأدوية – الصبغات) وأجابت بالنفي وهو ما تم أمام الزوج، مع تركيب كانيولا وحقن أمبول هيدروكورتيزون (ماده مضادة للحساسية)، مع حقنها بنصف أمبول فلورسين 2.5 سم.

وأوضح البيان أنه لا يتم إجراء أي اختبار حساسية لمادة الفلورسين كما هو المتعارف عليه عالمياً حسب القواعد الطبية الإرشادية الطبية عالمياً.

وأضاف البيان: “الوسيلة الوحيدة لمعرفة وجود حساسية من عدمه هي الأسئلة التي توجه للمريض بخصوص وجود تاريخ مرضي لأي حساسية دوائية أو غذائية أو ضد الصبغات”.

ونقل البيان عن مدير المستشفى الدكتور أشرف فايز، قوله إنه بعد الانتهاء من إجراء الحقن وأشعة الفلورسين بواسطة الاستشاري المتخصص في الأشعة التشخيصية الرمدية، بوجود الممرض المساعد، وأثناء فترة وضع المريضة تحت الملاحظة وبعد مرور بضع دقائق شعرت المريضة بدوار وميل للقئ وغثيان وهي من أعراض الحساسية.

وأكمل: “تم إعطاء جرعة من مادة الهيدروكورتيزون، ولم تتحسن حالة المريضة على مدار الدقائق التالية وزادت أعراض الدوار وإحساس بالهبوط مما استدعى الطبيبة القائمة بالفحص بالبدء فوراً بمساعدة الممرض المصاحب للاستشاري بالبدء في إجراء إنعاش قلبي رئوي بعد استدعائه الفوري لـ”code blue” عن طريق الميكروفون العام ووصول الطاقم الطبي المكون من 3 استشاريين تخدير، و2 ممرض عمليات”.

وتابع: “تم استكمال الإنعاش القلبي الرئوي نظرا لعدم وجود نبض أو ضغط محسوس للمريضة وتم إعطاء الأدوية اللازمة عن طريق الوريد المركزي، وأيضا عن طريق الحقن المباشر في عضلة القلب لإنعاش القلب والصدمات الكهربائية”.

وأوضح فايز أن “مارينا استعادت العلامات الحيوية (وجود نبض والقدرة على قياس ضغط الدم) وتم استمرار إعطاء المحاليل والأدوية المنشطة لعضلة القلب حيث استقر ضغط الدم على 96 / 116، وعند استقرار العلامات الحيوية تقرر نقل المريضة إلى غرفة الرعاية المركزة بالدور الثاني بالمستشفى لاستكمال العلاج”.

وقال: “لكن بناء على الرأي الطبي لاستشاري التخدير أن المريضة بحاجة لاستكمال الأبحاث التخصصية (أشعة على الصدر- أشعة مقطعية علي المخ)، ونظرا لوجود بعض دورات التنفس التلقائي للمريضة مما يسمح بالنقل، تم استدعاء سيارة إسعاف من مستشفى الكهرباء وهو المبنى الملاصق للمستشفى الوطني للعيون والذي يبعد عنه 50 مترا، وتم نقل المريضة بواسطة سيارة إسعاف مجهزة وطاقم الرعاية وبمصاحبة استشاري التخدير بالمستشفى إلى الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء”.

وذكر أنه تمت متابعة الحالة على مدار اليوم الأول الأحد 8 مايو بين أطباء المستشفى وأطباء رعاية مستشفى الكهرباء، وتحسنت الحالة المرضية بنهاية اليوم ومع استمرار المتابعة أفاد أطباء الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء بأن الحالة المرضية ساءت فى الساعات الأولى ليوم الاثنين 9 مايو، قبل أن تتوفى في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً من نفس اليوم.

واختتم مدير المستشفى البيان بقوله: “من المعلوم بأن الحساسية المفرطة لمادة الفلوريسين تحدث حسب الإحصائيات العالمية بنسبة (1 : 250,000) حالة، وقد تؤدى إلى الوفاة ويتم إجراء يوميا أكثر من 40 حالة فحص بأشعة الفلوريسين للشبكية بالمستشفى على مدار أكثر من 20 عاما”.

موقف وزارة الصحة المصرية

وقال مصدر بوزارة الصحة والسكان، لأحد المواقع الإخبارية، إن الوزارة شكلت لجنة من إدارة العلاج الحر لمراجعة الإجراءات الطبية المتخذة بشأن واقعة وفاة فتاة شابة داخل أحد مستشفيات العيون الخاصة بالقاهرة.

وأوضح أنه يجري التحقق من الواقعة ومعرفة الإجراءات التي جرى اتخاذها خلال علاجها، ومدى وجود إهمال طبي من عدمه، مشددًا على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حال ثبوت التقصر أو الإهمال في علاجها.

بينما تقدم النائب أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب موجهًا للقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، لتوضيح أسباب وفاة المواطنة مارينا صلاح سركيس داخل أحد مستشفيات العيون الخاصة بالقاهرة.

وقال خير الله، في بيان، إن الصحف والمواقع المختلفة طالعتنا بخبر وفاة المواطنة مارينا صلاح سركس، إثر مضاعفات طبية تعرضت لها أثناء إجراء أشعة صبغة على عينيها، لينتهي الأمر بكارثة نتجت عنها وفاة الفتاة داخل المستشفى بعد تدهور حالتها الصحية، لتفارق الحياة تاركة خلفها طفلًا وزوجًا مكلومًا وأسرة يعتصرها ألم الفراق.

وتابع أن هذه الواقعة تشير بأصابع الاتهام إلى وجود إهمال طبي من قبل المستشفي، وإن كان الشق الجنائي يضطلع به المستشار النائب العام، إلا أنه ووفقا لأحكام الدستور واللائحة الداخلية لمجلس النواب فإن من مهام المجلس الرقابية توجيه بيان عاجل للحكومة لسرعة عرض ملابسات الحادث وبيان الإجراءات الحكومية والرقابية على المستشفيات الخاصة التابعة لقطاع العلاج الحر بالوزارة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى